أ- أحد الخطّين هو خطّ التوعية والتثقيف الرسالي الذي مارسه الأئمّة (عليهم السلام).
ب- والآخر هو خطّ مواصلة تحريك الضمير الثوري للُامّة الإسلاميّة؛ لإعطاء الشيعة طابعهم الجهادي في المعترك الاجتماعي، هذا الخطّ الذي مارسه أشخاص آخرون من طلّاب مدرسة الإمام أمير المؤمنين بإشرافٍ وتوجيهٍ ومساندةٍ من الأئمّة (عليهم السلام) على ما يبدو من قرائن الأحوال، وسوف نشرح هذا إن شاء الله عندما نتكلّم عن المرحلة الثانية[1].
فكرة موجزة عن المرحلة الثالثة:
اريد أن أستطرد لُاصوّر فكرةً عن المرحلة الثالثة التي نحن الآن بصدد الكلام عن أوّل أئمّتها، وهو الإمام الثامن (عليه السلام).
ففي استمرار هذين الخطّين المتوازيين في المرحلة الثانية، أمكن لمدرسة الإمام علي (عليه السلام) أن تكتسب رصيداً ضخماً ممتدّاً في كلّ أرجاء العالم الإسلامي، وأن تنمو أرصدة شعار الإمام علي (عليه السلام). ولا أدلّ على هذا من المظاهر العديدة الفكريّة والروحيّة والاجتماعيّة التي كانت تكتنف الامّة الإسلاميّة في بداية المرحلة الثالثة، يعني في عصر الإمام الرضا (عليه السلام).
1- اتّساع شعبيّة مدرسة الإمام علي (عليه السلام) وخروج الثورات باسمها:
لاحظوا أنّ عصر الإمام الثامن الرضا (عليه السلام) سادته عدّة ثورات قام بها قادة من آل عليٍّ وطلّاب مدرسة الإمام علي (عليه السلام). هؤلاء القادة ملؤوا العالم الإسلامي من الكوفة، إلى البصرة، إلى مكّة والمدينة، إلى اليمن .. أينما كنت تذهب كنت ترى هناك قائداً يحكم باسم الإمام عليِّ بن أبي طالب، ويحمل
[1] ولم يتعرّض( قدّس سرّه) بوضوح بهذه المسألة في ما وصلنا منه حول المرحلة الثانية عند حديثه( قدّس سرّه) عن الإمام الباقر( عليه السلام)، فليلاحظ.