لاعتراضاتٍ من قبل الشيعة:
أ- جاءه جماعة من الشيعة، قالوا له: «ماذا تصنع؟ قد فضحت نفسك، وهارون الرشيد يقطر سيفه دماً، ألا تخاف من سيف هارون الرشيد؟»[1].
ب- جاءه أيضاً أصحاب آخرون، قالوا له: «إنّك بما تعمل قد أقدمت على الهلكة»[2].
ج- قال له أشخاص آخرون: «لو سكتَّ كما سكت أبوك وجدّك»[3].
د- بعض الأشخاص جاؤوا إليه وقالوا: «خالفت التقية، التقية دين جعفر بن محمّد الصادق»[4]، إلى غير ذلك من المضامين.
الروايات هكذا تقول، لكنّها في نفسها لا تقول ماذا كان يصنع الإمام الرضا بحيث إنّه استفزّ هؤلاء، لكن هناك روايات اخرى قد تلقي ضوءاً على ذلك:
تواصل الإمام الرضا (عليه السلام) مع القواعد الشعبيّة في البصرة:
تقول الروايات الاخرى: إنّ الإمام الرضا (عليه السلام) لمّا تسلّم زمام المسؤوليّة بعد وفاة أبيه قام بجولة في العالم الإسلامي، سافر من المدينة جاء إلى
[1] قال محمّد بن سنان للرضا( عليه السلام):« إنّك قد شهرت نفسك بهذا الأمر وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر دماً( الدم)» الكافي 257: 8، الحديث 371.
[2] « عن صفوان بن يحيى قال: لمّا مضى أبو إبراهيم( عليه السلام) وتكلّم أبو الحسن الرضا( عليه السلام) خفنا عليه من ذلك، فقيل له: إنّك قد أظهرت أمراً عظيماً، وإنّا نخاف عليك هذا الطاغية، فقال: ليجهد جهده، فلا سبيل له عليّ» الكافي 487: 1، الحديث 2؛ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 255: 2.
[3] « عن ابن أبي سعيد المكاري، قال، دخل على الرضا( عليه السلام) فقال له: فتحت بابك وقعدت للناس تفتيهم، ولم يكن أبوك يفعل هذا، قال: فقال: ليس عليّ من هارون بأس» اختيار معرفة الرجال: 465، الحديث 884.
[4] جاء في كلامٍ للبزنطي ينقل كلام قومٍ في وصف حال الإمام الرضا( عليه السلام):« وقد نفى التقيّة عن نفسه، فعليه أن يخشى» قرب الإسناد: 152.