كان لا بدّ لشخصٍ هو أبعد هؤلاء الناس عن الظلم وعن الغبن في مصالحه الشخصيّة، كان [لا بدّ][1] لشخصٍ من هذا القبيل أن يثأر لظلم المظلومين؛ لكي يحسّ هؤلاء المظلومون بأنّ هناك هدفاً أكبر من هذه الحدود الصغيرة.
الحسين (عليه السلام) لم يعش هذا الظلم الفردي الذي عاشه كلُّ مسلمٍ ومسلمة؛ لأنّ الحسين (عليه السلام) كان أعزّ الناس جاهاً، وأمنعهم جانباً، ومن أكثرهم مالًا، وأوسعهم حياةً. كلّ الدنيا كانت متوفّرةً للحسين (عليه السلام)، وكلّ المسلمين كانوا يحوطون الحسين (عليه السلام) بكلّ تجليلٍ وتقديسٍ وتكريم، لم يكن بحاجة إلى جاهٍ وإلى مالٍ وإلى تكريم، لم يكن يعيش أيَّ ظلمٍ من بني اميّة، كان خلفاء بني اميّة يجاملونه ويدارونه ويخشونه ويخافونه.
لكنّه بالرغم من هذا تحرّك، ولم يتحرّك اولئك الذين التهبت السياط فوق ظهورهم، تحرّك لكي يحسَّ اولئك الذين التهبت السياط فوق ظهورهم بأنّهم لابدّ أن يتحرّكوا[2].
سياسة الإمام الحسين (عليه السلام) في هزّ ضمير الامّة[3]
: 1- حتميّة القتل:
وقد حاول الإمام الحسين (عليه السلام)- واستطاع[4]– أن يُشعر الامّة باستمرار
[1] ما بين عضادتين أضفناه للسياق.
[2] تقدّم الحديث عن هذه الفكرة في المحاضرة الثانية عشرة، تحت عنوان: الإمام الحسين( عليه السلام) يعالج موت إرادة الامّة بعد تبدّد الشكّ لديها. وفي المحاضرة الخامسة عشرة، تحت عنوان: الفرق بين موقفي الحسنين( عليهما السلام) على ضوء الاعتبار الأوّل، الإمام الحسين( عليه السلام) يواجه مرض موت الإرادة. وسيتجدّد في المحاضرة الثامنة عشرة، تحت عنوان: مقوّمات ثورة الإمام الحسين( عليه السلام)، المقوّمات الشخصيّة للثائر.
[3] لمزيد من الفائدة، راجع( مقوّمات ثورة الإمام الحسين( عليه السلام)) في المحاضرة الثامنة عشرة، و( شعارات الإمام الحسين( عليه السلام) في تبرير مخطّطه) في المحاضرة العشرين.
[4] في( غ):« استطاع .. وحاول».