هذا التهديد، وتلك الرسالة الابتدائيّة لزعماء قواعده الشعبيّة في البصرة، إلى غير هذا وذاك من القرائن والدلائل .. تعبّر عن أنّ الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) كان يخطّط تخطيطاً ابتدائيّاً لتحريك الامّة، وكان قد صمّم على أن يتحرّك مهما كانت الظروف والأحوال.
هذا واقع التخطيط.
شعارات الإمام الحسين (عليه السلام) في تبرير مخطّطه:
ولكنّ الإمام الحسين حينما كان يُلقي شعارات هذا التخطيط على هذه الامّة الإسلاميّة المهزومة أخلاقيّاً، المهزوزة روحيّاً، المتميّعة نفسيّاً، الفاقدة لإرادتها، حينما كان يلقي شعارات هذا التحرّك على هذه الامّة لم يكن في كلّ إلقاءاته صريحاً واضحاً محدّداً؛ وذلك لأنّه كان يجامل تلك الأخلاقيّةَ التي عاشتها الامّة الإسلاميّة، أخلاقيّةَ الهزيمة.
وكانت هذه المجاملة جزءاً ضروريّاً من إنجاح الحسين في هدفه؛ لأنّه إذا خرج عن هذه الأخلاقيّة فَقَدْ فَقَدَ بذلك عملُه طابعَ المشروعيّة في نظر اولئك المسلمين، وبذلك يصبح هذا العمل غير قادر على أن يهزّ ضمير إنسان الامّة الإسلاميّة كما كان من المفروض أن يهزّه.
1- الشعار الأوّل: حتميّة القتل:
كان الإمام الحسين يُعترض عليه، ويقال: «لِمَ تخرج؟» .. يعترض عليه عبدالله بنالزبير وغيره، فيقول له: بأنّي «أنا اقتل على كلّ حال، سواءٌ خرجت أو لم أخرج. إنّ بني اميّة لا يتركونني، ولو كنت في هامة من هذه الهوام لأخرجوني وقتلوني؛ إنّ بني اميّة يتعقّبوني أينما كنت، فأنا ميّت على أيّ حال، سواءٌ بقيت في مكّة أو خرجت من مكّة، ومن الأفضل أن لا اقتل