عودٌ على بدء لماذا كان معاوية أقدر على الاستمرار بخطّه؟
في ظلال هذا الإمام الذي سوف نتحدّث عنه مفصّلًا- عن وضعه وحياته، وعن تفاصيله[1]– نعود إلى تسلسل حديثنا السابق؛ حيث إنّا كنّا بدأنا بعرض حياة الأئمّة (عليهم السلام) بتسلسلٍ، وهذا التسلسل بدأناه من حين وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)، وانتهينا إلى حين وصول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الخلافة وتسلّمه زمام المسؤوليّة في المجتمع الإسلامي. فنعود إلى ما كنّا فيه؛ حفاظاً على تسلسل الحديث.
طبيعة الموقفين وصراع الاطروحتين:
أتذكّر أنّي قلت في ما سبق[2]: إنّ الإمام (عليه السلام) كان يوجد منذ البدء في طبيعة موقفه وطبيعة موقف معاوية- الذي كان يمثّل خطّ الانحراف- ما يفرض- أو يحرّك- النتيجة التي انتهى إليها الصراعُ بين الإمام (عليه السلام) ومعاوية.
هناك عدّة نقاطٍ لا بدّ من الالتفات إليها تفصيلًا، ساوجزها إجمالًا؛ لأنّي شرحتها في ما سبق[3]:
[1] وللأسف الشديد، لم يصلنا شيءٌ ممّا ألقاه( قدّس سرّه) حول الإمام السجّاد( عليه السلام) إن كان قد وفِّق إلى ذلك.
[2] في المحاضرة الحادية عشرة، تحت عنوان: الفوارق الموضوعيّة بين وضع الإمام عليٍّ( عليه السلام) ووضع معاوية.
[3] ظاهر كلامه( قدّس سرّه) أنّه بصدد إعادة ما تقدّم في المحاضرة الحادية عشرة، تحت عنوان: الفوارق الموضوعيّة بين وضع الإمام عليٍّ( عليه السلام) ووضع معاوية. وإذا كان ما بحثه( قدّس سرّه) في هذه المحاضرة تحت عنوان: النقطة الاولى يُطابق ما بحثه في المحاضرة السابقة تحت عنوان: الفارق الثاني، فقد تعرّض( قدّس سرّه) للنقاط الاخرى من زوايا تختلف جزئيّاً عن الزوايا التي انطلق منها في المحاضرة السابقة، فلاحظ.