سوف يلاحقه في هذه المناطق بلا فرق.
وما دامت الكوفة تحتوي أكثر القواعد الشعبيّة المؤيّدة له (سلام الله عليه)، بالإضافة إلى الطلب الشديد من قبل أهلها، فإنّ الخيار الصحيح لا بدّ أن يكون بالرحيل إلى الكوفة عاصمة أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام).
ولهذا رفض الإمام (عليه السلام) إلحاح أخيه محمّد بن الحنفيّة وممانعته من الذهاب إلى الكوفة[1]، كما رفض طلب ابن عبّاس (رحمه الله) الذي أشار على الإمام (عليه السلام) بالذهاب إلى اليمن[2].
3- الشعار:
ولكي لا تشوّه هذه الثورة، خصوصاً وأنّ الإمام (عليه السلام) قد علم بخيانة أهل الكوفة، وكيف أنّهم قتلوا رسوله مسلم بن عقيل (عليه السلام)[3] وصاحبه هانئبنعروة، وشرّدوا بقيّة الأنصار، واعتقلوا قسماً منهم .. إنّ هذه الصورة جعلت الحسين (عليه السلام) أمام مواجهة عسكريّة لا مناص منها.
ولكي لا تشوّه هذه الثورة كما قلنا، فقد أعلن الحسين عن أهدافها وطرح شعاراتها ابتداءً من المدينة حتّى يوم المجزرة الكربلائيّة؛ فهو يقول: «والله إنّي ما خرجت أشِراً ولا بطِراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في امّة جدّي، لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر»[4].
ثمّ إنّه وضع الامّة أمام الخيارات التي لا مناص منها ليجعل من
[1] تاريخ الامم والملوك( الطبري) 342: 5؛ الفتوح 20: 5.
[2] الأخبار الطوال: 244؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 383: 5؛ الفتوح 66: 5؛ الكامل في التاريخ 39: 4.
[3] كذا في البحث المطبوع، وقد ذكرنا في المقدّمة أنّ هذا الاستعمال ليس من دأب الشهيد الصدر( قدّس سرّه).
[4] « وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب النجاح والصلاح في امّة جدّي محمّد[( صلّى الله عليه وآله)]، اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر» الفتوح 21: 5.