المأمون أرسل إليه سمّاً فقتله[1].
إذاً، نعرف من هذا أنّ القواعد والأرض التي كان يعتمد عليها أمثال هؤلاء كانت تعيش المرحلة الحراريّة للحركة، لا المرحلة الواعية للحركة، ولهذا حينما يتسلّم زمام الحكم حينئذٍ يتساءل كثيرٌ من [أصحابه][2]، فيفكّرون أنّه [هل] بالإمكان أن نقذف بهم إلى تحقيق أغراضهم ومصالحهم؟
إذاً، فهذه المرحلة بالرغم من أنّها كانت مرحلة تهيّؤٍ لتسلّم زمام الحكم على مستوى الحكم الذي يعرفه الناس، لكنّها لم تكن على مستوى تسلّم زمام الحكم بالشكل الذي كان يطرقه الإمام.
ولهذا امتنع الإمام (عليه السلام) عن قبول الخلافة حينما عرضها عليه المأمون، و [كذلك] عن قبول ولاية العهد حينما عرضها عليه.
دوافع المأمون في توليّة الإمام الرضا (عليه السلام) ولاية العهد:
كان بالإمكان التفكير في الموقف الذي قام به المأمون من الإمام الرضا (عليه السلام) على أساس الدوافع المنفعيّة والإيمانيّة عند المأمون بخطّ الإمام علي (عليه السلام)؛ لأنّ المأمون كان ينطوي في نفسه على الإيمان بخطّ الإمام (عليه السلام)، لكن ليس معنى تفكيره بهذا أنّه كان هو الدافع المطلق الحقيقي الذي يعيش كلّ أبعاد نفس المأمون.
من الممكن أنّه كان هناك زاوية في [نفس][3] المأمون تكشف بين حينٍ وحينٍ آخر عن تأثّره بخطّ الإمام علي (عليه السلام)، لكن كان هناك في نفس الوقت
[1] تاريخ الامم والملوك( الطبري) 529: 8، وفيه: أنّ أبا السرايا سمّه بسبب منع ابن طباطبا إيّاه عن غنائم وقعتِهم مع جيش الحسن بن سهل، لا المأمون، وهو ما ورد في: المنتظم في تاريخ الامم والملوك 74: 10؛ البداية والنهاية 244: 10.
[2] هنا سقطٌ بمقدار كلمة، وقد أثبتناها من السياق، وكذا المورد التالي، والعبارة مضطربة.
[3] في( غ):« خطّ»، وما أثبتناه أنسبُ للسياق، وموافقٌ لما يأتي منه( قدّس سرّه).