جئنا لأنّ مظلوماً في بلادك نريد أن نخلّصه من الظالم، ولأنّ انحرافاً في بلادك نريد أن نعيده إلى طبيعة التوحيد»[1]، ابن الامّة الإسلاميّة الذي كان يعيش هموم المظلوم في أقصى بلدٍ لم يعرفه ولم يره بعينيه، هذا ينقلب بين عشيّة وضحاها- بفعل هذه المؤامرة- إلى شخصٍ لا تهمّه إلّا الدراهم التي يقبضها في نهاية الشهر أو في السنة [ثلاث مرّات.
تحوّل رؤساء العشائر في الكوفة ذاتها إلى عيون ورقباء على خطّ الإمام][2] علي، كانوا يشون بشبابهم وبأولادهم الذين ينفتحون على خطّ الإمام علي، فيقادون قسراً إلى القتل أو إلى السجن.
موقف الإمام الحسين (عليه السلام) تجاه تآمر معاوية:
هذه هي مؤامرة معاوية بن أبي سفيان على مستوى النظريّة وعلى مستوى الامّة، وكان لا بدّ للإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) أن يتّخذ موقفاً تجاه كلٍّ من هاتين المؤامرتين:
أ- موقف الإمام الحسين (عليه السلام) على مستوى النظريّة:
أمّا الموقف الذي اتّخده تجاه المؤامرة على النظريّة، فقد جمع الإمام الحسين في [أحرج][3] اللحظات وأشدّ الظروف الصحابةَ من المهاجرين والأنصار- من تبقّى من المهاجرين والأنصار- في سنةٍ من سنين الحجّ في موقف عرفات، في ذلك الموقف الذي يتورّع فيه أيّ إنسانٍ مسلمٍ اعتياديٍّ عن
[1] كلامه( قدّس سرّه) ناظرٌ إلى ما ذكره في المحاضرة الخامسة تحت عنوان: الامّة الإسلاميّة حملت طاقةً حراريّةً لا وعياً مستنيراً، الشاهد الثالث حول عبادة بن الصامت؛ حيث علّقنا بعض الشيء. وقد تكرّر الحديث عن هذه الفكرة في المحاضرة الخامسة عشرة، تحت عنوان: الفرق بين موقفي الحسنين( عليهما السلام) على ضوء الاعتبار الأوّل، الإمام الحسين( عليه السلام) يواجه مرض موت الإرادة.
[2] ما بين عضادتين ساقطٌ من المحاضرة الصوتيّة، وقد أثبتناه من( غ).
[3] ما بين عضادتين ساقطٌ من المحاضرة الصوتيّة، وقد أثبتناه من( غ).