استعرضنا من هذه النقاط أربعاً[1]:
النقطة الاولى: إعداد بيئة رساليّة لإنشاء الجيش العقائدي:
النقطة الاولى هي أنّ الإمام (عليه السلام) كان بحاجةٍ إلى إنشاء جيشٍ عقائديٍّ في دولته الجديدة التي كان يخطّط لإنشائها في العراق. وهذا الجيش العقائدي لم يكن موجوداً، بل كان بحاجة إلى تربية وإعداد فكريٍّ ونفسيٍّ وعاطفي، وهذا الإعداد كان يتطلّب جوّاً مسبقاً صالحاً لأنْ تنشأ فيه بذور هذا الجيش العقائدي، وهذا الجوّ ما لم يكن جوّاً كفاحيّاً رساليّاً واضحاً، لا يمكن أن تنشأ في أحضانه بذور ذلك الجيش العقائدي.
لو افترضنا أنّ الجوَّ كان جوّ المساومات وأنصاف الحلول: حتّى في حالة كون أنصاف الحلول تكتسب الصفة الشرعيّة بقانون التزاحم على ما ذكرناه[2]، حتّى في هذه الحالة تفقد الصيغة مدلولَها التربوي.
النقطة الثانية: استلام أمير المؤمنين (عليه السلام) الحكم في أعقاب ثورة:
النقطة الثانية هي أنّ الإمام (عليه السلام) جاء لتسلّم زمام الحكم في لحظة ثورة، لا في لحظة اعتياديّة. ولحظة الثورة تستبطن لحظة تركيزٍ وتعبئة وتجمّع كلّ الطاقات العاطفيّة والنفسيّة في الامّة الإسلاميّة لصالح القضيّة الإسلاميّة، فكان لابدّ من اغتنام هذه اللحظة بكلّ ما تستبطنه من هذا الزخم الهائل عاطفيّاً ونفسيّاً وفكريّاً.
[1] يسترجع الشهيد الصدر( قدّس سرّه) النقاط الأربع التي تقدّمت في المحاضرة التاسعة، ويُضيف إليها أربعاً اخرى.
[2] في المحاضرة التاسعة، تحت عنوان: ظاهرة رفض المساومات وأنصاف الحلول، دراسة الظاهرة من الناحية الفقهيّة.