قصّة محمّد بن إبراهيم طباطبا مع السري بن منصور (أبي السرايا):
في طريقه إلى [الحجاز][1] اجتمع مع أبي السرايا، أبو السرايا تجاوب مع الموضوع. وأبو السرايا قائد حركة بالنسبة إلى محمّد بن إبراهيم [طباطبا]، مع هذا فإنّه يمارس انحرافاً كبيراً في عمليّاته، حتّى إنّه في الوقعة الحربيّة الحاكمة التي انتصر فيها على الجيش الذي ارسل من قبل الحسن بن سهل من بغداد- وكان الحسن بن سهل والي المأمون في بغداد- انتصر عليهم بالغدر.
ذهب إلى محمّد بن إبراهيم يريد أن يذكّره- وكان محمّد بن إبراهيم على فراش الموت، كان يلفظ أنفاسه الأخيرة- بأنّهم انتصروا على أكبر جيشٍ أرسله الحسن بن سهل، وكانت الأخبار قد وصلت إلى محمّد بن إبراهيم، قال له: «إنّي لا أعتبر هذا نصراً؛ لأنّ النصر لا يكون إلّا بوسائله النظيفة، أمّا إذا كان بوسائل اخرى فلا يكون نصراً؛ إنّ جدّي الإمام عليّاً (عليه السلام) الذي أحرز [النصر][2] لم يباغت قوماً، ولم يبدأ قوماً بقتال، ولم يهتك أموال اولئك حين سيطر، فإذا كنت تريد أن تكون صادق البيعة للرضا من آل محمّدٍ فاستغفر لنفسك، وارجع، وليُرجع جميعُ جنودك ما غرموا من أموال إلى هؤلاء؛ فإنّهم مسلمون بغاة، والباغي لا يجوز أخذ المال منه».
وبعد هذا بأيّام مات محمّد بن إبراهيم[3]، يقول الطبري بأنّ أمير المؤمنين
[1] تقدّم التعليق على ذلك آنفاً، ونضيف بأنّ ابن طباطبا تواعد مع أبي السرايا للالتقاء في الكوفة.
[2] هنا سقط بمقدار كلمة، أثبتناه من السياق.
[3] مقاتل الطالبيّين: 434، وليس فيه ما ذكره( قدّس سرّه) حول استشهاد ابن طباطبا بمواقف أمير المؤمنين( عليه السلام). وفيه: إنّه توفّي بين يدي أبي السرايا من ساعته وليس بعد أيّام. نعم، كان ذلك بعد الواقعة بيوم، فراجع: المنتظم في تاريخ الامم والملوك 74: 10؛ البداية والنهاية 244: 10.