بقوله: «إن كان الذنب ذنب الكبار، فما هو ذنب هؤلاء الأطفال؟»[1].
وبهذه المشاركة أضاف للثورة رصيداً عاطفيّاً ضخماً، جعلها تحتلّ مركز القمّة بين الفواجع على طول التاريخ، وتحرّك مشاعر المسلمين وعواطفهم وأحاسيسهم إلى يومنا هذا.
والاسلوب الثاني:
هو اسلوب التذكير والوعظ الذي استخدمه الإمام (عليه السلام) وصحبه (رضوان الله عليهم)؛ فلقد ذكَّر الإمامُ القومَ بقوله: «انسبوني من أنا، أَلستُ ابن بنت نبيّكم؟»[2]، ثمّ يقول: «لم تحاربونني؟! أَلِسُنّة غيّرتها أم لبدعةٍ ابتدعتها؟!»[3]. وفي موضع آخر يقول: «إن لم يكن لكم دينٌ وكنتم عرباً كما تزعمون، فكونوا أحراراً في دنياكم»[4]؛ ذلك في إشارة منه للقوم حينما هجموا على بيوت عقائل الرسالة، إلّا أنّهم وصلوا حدّاً لم ينسوا دينهم فحسب، بل نسوا حتّى أعرافهم العربيّة التي تعوّدوها وتسالموا عليها.
ولهذا أيضاً نجد الإمام (عليه السلام) يصف حال الناس بقوله: «والدِّين لعقٌ على
[1] « ويلكم! إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد، فكونوا في أمر دنياكم أحراراً ذوي أحساب، امنعوا رحلي وأهلي من طغامكم وجهّالكم» تاريخ الامم والملوك( الطبري) 450: 5؛ أنساب الأشرف 202: 3؛« إنّي اقاتلكم وتقاتلوني، والنساء ليس عليهنّ جناح» مثير الأحزان: 73؛« إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل» تذكرة الخواص: 227.
[2] « فانسبونى فانظروا من أنا .. أَ لست ابن بنت نبيّكم[( صلّى الله عليه وآله)] وابن وصيّه وابن عمّه؟!» تاريخ الامم والملوك( الطبري) 424: 5.
[3] لم نعثر عليه سوى في مصدر متأخّر:« أ تقتلوني على سنّة بدّلتها؟! أم على شريعة غيّرتها؟!» ينابيع المودّة لذوي القربى 80: 3، وفي المصادر المتقدّمة:« أَ تطلبوني بقتيل منكم قتلته، أو مال لكم استهلكته، أو بقصاص من جراحة» تاريخ الامم والملوك( الطبري) 425: 5؛ الكامل في التاريخ 62: 4.
[4] « إن لم يكن لكم دينٌ وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون» اللهوف على قتلى الطفوف: 120. وفي: الفتوح 117: 5:« أعواناً».