الخطّ العامّ للسقيفة، وحين رأوا أنّ الإمامة انتقلت من الأب إلى الابن أصبح الإيحاء لديهم أقوى بأنّ المعركة معركة بيتٍ مع بيت، لا رسالة مع رسالة[1].
كلّ هذا عقّد الموقف، وجعل الشكّ يتفاعل[2] في المقام، إلى درجة أنّ خوض معركةٍ منتصرةٍ مع هذا الشكّ أصبح مستحيلًا.
الإمام الحسن
(عليه السلام)
أمام موقفين:
وعندما أصبح خوض معركة منتصرة [أمراً] مستحيلًا، بقي أمام الإمام الحسن (عليه السلام) أن يخوض المعركة اليائسة، يعني: المعركة التي يُستشهد فيها [من يُستشهد] ويُقتل فيها من يُقتل.
وهذه المعركة اليائسة لم تكن لتؤدّي مفعولًا على الإطلاق؛ لأنّها سوف تتمُّ في ظلّ شكّ الجماهير، فما هي أهدافها؟ وما هي طبيعتها؟ أَهي مجرّد عناد؟! [مجرّد] استمرار على خطّ الزعامة القَبَليّة والعناد بين البيتين؟! أو هي رسالة وأمانة إلهيّة؟![3]
ولو خاض الإمام الحسن (عليه السلام) هذه المعركة اليائسة لكانت في نظر كثيرٍ من المسلمين على مستوى المعركة اليائسة التي خاضها عبدالله بن الزبير. [كانت] معركةً يائسة، حينما فرّ عنه أصحابه، فيما تقدّم هو بنفسه مع أصحابه الخواص، فقاتلوا حتّى قتلوا جميعاً، وقتل هو أيضاً.
عبد الله بن الزبير خاض معركةً يائسة[4]، هل ذكر أحدٌ من المسلمين عبدالله بن الزبير؟ هل فكّر أحدٌ من المسلمين في أنّ عبد الله بن الزبير خاض
[1] مراده( قدّس سرّه):« لا معركة رسالة الإسلام مع رسالة الجاهليّة».
[2] كذا في( غ) و( ج) و( ن)، وفي( م):« يتصاعد».
[3] لم تتّفق( م) و( غ) و( ج) و( ن) على صيغة واحدة في تقرير التساؤلات الأخيرة، وقد أثبتناها تلفيقاً بينها. وقوله:« العناد بين البيتين» أثبتناه من( ن)، ويُحتمل كونه:« العداء بين البيتين».
[4] الأخبار الطوال: 314؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 187: 6؛ الفتوح 337: 6.