إطلالة على مرحلة الإمام الحسن (عليه السلام)
عوامل تنامي الشكّ وترسّخ عدم رساليّة المعركة:
1- وتولّى الإمام الحسن (عليه السلام) الخلافة في هذه الظروف من التعقيد، ذلك التعقيد الذي بدأ في أواخر حياة أمير المؤمنين (عليه السلام). بدأ الإمام الحسن (عليه السلام) مع جماهير مَلَأها الشكّ، ولا تؤمن إيماناً كاملًا برساليّة هذه المعركة، وبوضوح أهداف هذه المعركة، ولا تتجاوب ذهنيّاً[1] وإسلاميّاً مع هذه المعركة.
2- فإذا أضفنا إلى هذا: الفارقَ بين شخصيّة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وشخصيّة الحسن (عليه السلام)، لا الفارق بينهما في حساب الله سبحانه وتعالى؛ فإنّ كلّ واحدٍ منهما إمامٌ معصوم عند الله، وإنّما الفارق بينهما بحسب المفهوم التاريخي في أذهان الناس أنفسهم؛ فإنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يملك رصيداً تاريخيّاً في نفوس الناس لا يملك مثله الإمام الحسن (عليه السلام).
3- إذا أضفنا هذا إلى ذاك، وأضفنا كونَ تولّي الإمام الحسن (عليه السلام) للزمام[2] بعد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) [قد] قوّى أن تكون الشبهة قَبَليّة، وأنّ المعركة هي معركة بيتٍ مع بيت، لا معركة شخصٍ يمثّل الرسالة مع شخص يمثّل الجاهليّة؛ لأنّ المسلمين[3] في ذلك الوقت لم يكونوا مؤمنين بفكرة النصّ من قِبل الرسول (صلّى الله عليه وآله)، فكرةِ الإمامة القائمة على النصّ، ولم يكن تولّي الإمام الحسن (عليه السلام) للزعامة بنظرهم كإمامٍ منصوصٍ عليه، بل كإمامٍ على أساسٍ من
[1] كذا في( غ) و( ج) و( ن)، وفي( م):« دينيّاً» بدل« ذهنيّاً».
[2] كذا في( غ) و( ج) و( ن)، وفي( م):« الزعامة الدينيّة»، والمراد واضح.
[3] كذا في( غ) و( ج) و( ن)، وفي( م) جُعل التعليل عاملًا مستقلّاً؛ إذ جاء:« إلى جانب أنّ المسلمين».