التزاحم».
وهكذا كان. وظلّ هذا الإمام العظيم (عليه الصلاة والسلام) صامداً مواجهاً لكلّ المؤامرات على الامّة، هذه المؤامرات التي كانت الامّة نفسها أيضاً تساهم في صنعها [وفي حياكتها على أساس جهلها وعدم وعيها، وعدم شعورها بالدور الحقيقي الذي يمارسه هذا الإمام في سبيل][1] حماية وجودها من الضياع، وحماية كرامتها من أن تتحوّل إلى سلعة تباع وتُشترى، حتّى خرّ صريعاً على يد شخصٍ من هذه الامّة التي ضحّى في سبيلها، خرّ صريعاً في المسجد، فقال- كما سمعنا من هذا الشيخ[2]-: «فزت وربّ الكعبة»[3].
هل كان عليّ (عليه السلام) أسعد إنسانٍ في آخر لحظةٍ من حياته؟
تعالوا نحسب حسابَ عليٍّ وهو في آخر لحظةٍ من لحظات حياته (عليه الصلاة والسلام) حينما قال: «فزت وربّ الكعبة»، هل كان عليٌّ أسعد إنسان، أو كان عليٌّ أتعس إنسان؟![4]
هنا مقياسان: تارةً نقيس عليّاً بمقاييس الدنيا، واخرى نقيس عليّاً بمقاييس الله:
لو كان عليٌّ قد عمل كلّ ما عمله للدنيا، لنفسه، إذاً [فهو[5] أتعس إنسان][6]، ومَن أتعس من عليٍّ الذي بنى كلّ ما بنى، وأقام كلّ ما أقام من صروح، ثمّ حُرم من كلّ هذا البناء ومن كلّ هذه الصروح!
[1] ما بين عضادتين ساقطٌ من المحاضرة الصوتيّة، وقد أثبتناه من( ف) و( غ).
[2] يقصد( قدّس سرّه) شيخاً قرأ مصيبة أمير المؤمنين( عليه السلام) قبل إلقائه( قدّس سرّه) المحاضرة.
[3] الإمامة والسياسة 180: 1؛ أنساب الأشراف 488: 2؛ شرح نهج البلاغة 207: 9.
[4] كرّر( قدّس سرّه) هذا الكلام في آخر محاضرة وصلتنا منه، فراجع: المدرسة القرآنيّة: 201؛ ومضات: 41.
[5] في( غ) إضافة:« عندما ضُرب كان».
[6] ما بين عضادتين ساقطٌ من المحاضرة الصوتيّة، وقد أثبتناه من( ف) و( غ).