مقوّمات ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)[1]
: وجاءت واقعة الطف- كقضيّة مأساويّة مثيرة- لتحرّك في الامّة ضميرها وتعيدها نحو رسالتها، وتبعث شخصيّتها العقائديّة من جديد. وكان من اللازم أن يقوم بهذا الدور مجموعةٌ من الناس قادرون- بما يمتلكون من قدراتٍ ومقوّماتٍ- على جعل[2] دورهم فاعلًا ومؤثّراً في حياة هذه الامّة الميْتة مع إدراكها، كما [يصوّر] الفرزدق [الناسَ] بقوله للإمام (عليه السلام)، قال: «سيوفهم عليك وقلوبهم معك»[3].
وكانت أهمّ هذه المقّومات ما يلي:
1- المقوّمات الشخصيّة للثائر:
فالثائر الذي يقود جبهة الحقّ كان إماماً معصوماً يمتلك كلَّ المواصفات القدسيّة بنصّ حديث الرسول (صلّى الله عليه وآله): «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا»[4]؛ فهذه الصفة القدسيّة التي يمتلكها الحسين (عليه السلام) تدركها الامّة، خصوصاً مع وجود عدد غير قليل من الصحابة الذين عاصروا الرسول (صلّى الله عليه وآله)، وسمعوا منه (صلّى الله عليه وآله) تلك الأحاديث بشأن هذا الإمام (عليه السلام).
وبالإضافة إلى ذلك، فالإمام (عليه السلام) يمتلك عنصر النَسَب الذي لا تشوبه
[1] لمزيدٍ من الفائدة، راجع:( سياسة الإمام الحسين( عليه السلام) في هزّ ضمير الامّة) في المحاضرة السادسة عشرة.
[2] في البحث المطبوع:« تجعل» بدل« على جعل»، وما أثبتناه أنسبُ للسياق.
[3] المعروف أنّه قولُ الفرزدق، فراجع: الأخبار الطوال: 245؛ مقاتل الطالبيّين: 111؛ دلائل الإمامة: 74؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 386: 5. وقد نسب إلى بشر بن غالب الأسدي( الفتوح 70: 5) ومجمع بن عبدالله العائذي[ أنساب الأشراف 172: 3؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 405: 5؛ تجارب الامم 65: 2؛ الكامل في التاريخ 49: 4].
[4] علل الشرائع 211: 1.