هذا المعنى نحن شرحناه وبرهنّا عليه في ما سبق[1]، وقلنا بأنّ الامّة لم تكن على مستوى الوعي، وإنّما كانت على مستوى الطاقة الحراريّة.
إذاً، فنحن سوف لن نتوقّع من هذه الامّة- التي هي على مستوى الطاقة الحراريّة، لا على مستوى الوعي- نقاشاً رساليّاً منطقيّاً في حساب هذه المعركة.
كما أنّ هذه الطاقة الحراريّة سوف لن نترقّب فيها أن تبقى مشتعلة، وتبقى على جذوتها وحرارتها بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وانطفاءِ الشمس عن هذا المجتمع الإسلامي بعشرين سنة، [أن][2] تبقى هذه الطاقة الحراريّة، هذا أيضاً ليس منطقيّاًوليس […][3].
إذاً، فيجب أن نفكّر في أنّ هذه الطاقة الحراريّة قد تضاءلت إلى درجةٍ كبيرة، وحتّى تلك الصبابة من الوعي، أو تلك البذور من الوعي التي كان رسول الله قد بدأ بها لكي يواصل بعد هذا خلفاؤه المعصومون عمليّة توعية الامّة، حتّى تلك البذور قد فُتّتت، وقد اضعفت، وقد مُنع بعضُها من الإثمار، وبقي بعضها الآخر بذوراً لم تثمر.
إذاً، يجب أن نتصوّر الامّة الإسلاميّة بهذا الشكل.
السبب الثاني: نظرة المسلمين إلى معاوية قبل تكشّف أوراقه:
حينما نتصوّر الامّة الإسلاميّة بهذا الشكل، من ناحية اخرى أيضاً يجب أن نتصوّر مفهوم المسلمين عن معاوية: هؤلاء المسلمون ما هو مفهومهم عن معاوية؟
[1] خاصّة في المحاضرة الخامسة.
[2] ما بين عضادتين أضفناه للسياق.
[3] في المحاضرة الصوتيّة سعالٌ حال دون استيضاح الكلمة، وهي ليست مثبتة في( ف) و( ه-)، وساقطة من( غ) و( ش) و( ن).