(متمّم الجعل)[1] لمرجعيّة الصحابة، ومتمّم الجعل كان هو الاجتهاد والرأي، هذا المبدأ الذي قامت على أساسه بعد هذا مدارس القياس والاستحسان والمصالح المرسلة ونحو ذلك من المدارس التي استحدثها فقهاء المسلمين من [أهل] السنّة.
هذا كان يتمخّض حينما كان الإمام الباقر (عليه السلام) يعلن عن المبدأ الصحيح، حينما كان يواجه المسلمين بالإطار الحقّ للفرقة الناجية، ويعطي هذا الإطار المعالم المحدّدة.
وهذا الإمام كان يواجه صعوبةً كبيرةً من هذه الناحية، وفي الروايات الواردة عن مناقشة الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّك ترسل عن رسول الله، وكيف يصحّ هذا الإرسال؟»، وهذه المناقشة استبطانٌ لمرجعيّة الصحابة، [فبالنتيجة] المرجع هو الصحابة، ولا بدّ أن تُسند عن[2] رسول الله (صلّى الله عليه وآله)[3].
التقيّة من ذهنيّة الرأي العام:
وبالرغم من أنّ الإمام الباقر (عليه السلام) تحدّى الفكرة العامّة، وأعطى فكرة مرجعيّة أهل البيت بشكلٍ واضح، وصرّح بذلك في أقسى[4] المجالس من
[1] فكرة( متمّم الجعل) فكرة اصوليّة تُنسب إلى المحقّق النائيني( رحمه الله)، فراجع حولها: دروس في علم الاصول( الحلقة الثالثة): 258- 259.
[2] في( ج):« أن نستفيد من رسول الله( صلّى الله عليه وآله)»، وما أثبتناه هو ما يبدو من( غ)، والمناسبُ لما يأتي لاحقاً.
[3] عن سالم بن أبي حفصة قال:« لمّا هلك أبو جعفر محمّد بن علي الباقر( عليه السلام) قلت لأصحابي: انتظروني حتّى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمّد( عليه السلام) فأعزّيه، فدخلت عليه فعزّيته، ثمّ قلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! ذهب والله من كان يقول: قال رسول الله( صلّى الله عليه وآله) فلا يُسأل عمّن بينه وبين رسول الله( صلّى الله عليه وآله)، لا والله! لا يرى مثله أبداً، قال: فسكت أبو عبد الله( عليه السلام) ساعةً ثمّ قال: قال الله عزّ وجلّ: … فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما رأيت أعجب من هذا! كنّا نستعظم قول أبي جعفر( عليه السلام)( قال رسول الله( صلّى الله عليه وآله)) بلا واسطة، فقال لي أبو عبد الله( عليه السلام):( قال الله عزّ وجلّ) بلا واسطة» الأمالي( المفيد): 354، الحديث 7؛ الأمالي( الطوسي): 125، الحديث 8.
[4] في( غ) و( ج):« أقصى»، ولعلّ الصادر منه( قدّس سرّه) ما أثبتناه، وهو المناسب للسياق.