المسرح، وهو مكشوفٌ أمام المسلمين، أمام مختلف طبقات المسلمين، بمن فيهم الشيعةُ المؤمنون بزعامته وإمامته.
فافتراض أنّ الإمام الجواد لم يكن مكشوفاً أمام المسلمين وأمام طائفته بالخصوص [هو] خلاف طبيعة العلاقة التي انشئت منذ البداية بين أئمّة أهل البيت وقواعدهم الشعبيّة في المسلمين، خصوصاً إذا أضفنا إلى ذلك أنّ الإمام الجواد قد سلّطت عليه أضواء خاصّة من قبل الخليفة المأمون في القصّة التي تعرفونها[1].
2- الافتراض الثاني: سذاجة الطائفة بحيث تنطلي عليها الإمامة المبكرة:
يبقى افتراض آخر، وهو افتراض أنّ المستوى العلمي والفكري للطائفة وقتئذٍ كان يَعبُر[2] عليه هذا الموضوع، كان بالإمكان على المستوى الفكري والعقلي والروحي للطائفة أن تصدّق بإمامة طفلٍ وهو ليس بإمام.
هذا أيضاً ممّا يكذّبه الواقع التاريخي لهذه الطائفة وما وصلت إليه من مستوى علميّ وفقهي؛ فإنّ هذه الطائفة قد خلّفها الإمام الباقر والإمام الصادق وفيها أكبر مدرسة للفكر الإسلامي في العالم الإسلامي على الإطلاق، المدرسة التي كانت تتكوّن من الجيلين المتعاقبين: جيل تلامذة الإمام الصادق والكاظم، وجيل تلامذة تلامذة الإمام الصادق، هذان الجيلان كانا على رأس هذه الطائفة في ميادين الفقه والتفسير والكلام والحديث والأخلاق، وكلّ جوانب المعرفة الإسلاميّة.
إذاً، فليس من الممكن أن نفترض أنّ المستوى الفكري والعلمي لهذه الطائفة كان يَعْبُر عليه مثل هذا، لا يمكن أن يعبُر على طائفةٍ فيها هذه المدرسة
[1] يقصد( قدّس سرّه) قصّته( عليه السلام) مع يحيى بن أكثم، فراجع: الاختصاص: 98؛ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 283: 2.
[2] أي:« ينطلي».