الوصيّة؟»، قال: «إن قدرت على أن لا تسمَعَ واعيتنا فافعل؛ لأنّه ما سمع واعيتنا شخصٌ ثمّ لم ينصرنا إلّا أكبّه الله على وجهه يوم القيامة في جهنّم»[1].
وهذه الواعية- واعية الإمام الحسين- واعية الإسلام؛ لأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) استشهد في سبيل الإسلام، ولم يكن يعيش تلك اللحظة إلّا للإسلام؛ فواعية الإمام الحسين (عليه السلام) هي واعية الإسلام، والأخطار التي كان من أجلها يضحّي الإمام الحسين وقتئذٍ هي الأخطار التي تعيشها الامّة الإسلاميّة عبر كلّ هذه القرون إلى يومنا هذا.
قتل الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهد في سبيل الحيلولة دون الأخطار التي عاشها المسلمون ويعيشونها إلى يومنا هذا.
امتداد واعية الحسين (عليه السلام) على مرّ العصور:
إنّ واعية الحسين (عليه السلام) لم تنقطع يوم عاشوراء .. إنّ واعية الحسين حيث إنّها واعية رساليّة وليست واعيةَ شيخِ عشيرةٍ أو قبيلة، فواعية الرسالة لا تنقطع ما دامت الأخطار تكتنف هذه الرسالة، وقد قال هذا الإمام الشهيد الصادق: إنّه «ما سمع واعيتَنا شخصٌ ولم ينصرنا إلّا أكبّه الله على وجهه يوم القيامة»[2].
نحن يجب علينا أن نعرف أنّ هذه الواعية نواجهها اليوم كما واجهها عبيدالله بن الحرّ الجعفي. إن لم نواجهها من فم الحسين (عليه السلام) فنواجهها من دم الحسين، ومن تاريخ الحسين، ومن بطولة الحسين يوم عاشوراء ومواقفه المتعدّدة، نواجه هذه الواعية من كلّ الأخطار التي تكتنف الرسالة، وتكتنف
[1] تاريخ الامم والملوك( الطبري) 407: 5؛ الفتوح 73: 5- 74؛ مقتل الحسين( عليه السلام)( الخوارزمي) 325: 1- 326؛ حيث قدّم عبيد الله للحسين( عليه السلام) فرسه وسيفه. والمفهوم من هذه المصادر هو ما ذكره( قدّس سرّه) من أنّ الحسين( عليه السلام) رفض الفرس، ولكنْ نقل البلاذري أنّ فرس عبيدالله كانت معه( عليه السلام) في المعركة، فانظر: أنساب الأشراف 188: 3.
[2] « فوالله! لا يسمع واعيتنا أحدٌ ثمّ لا ينصرنا إلّا هلك» الفتوح 74: 5.