«إنّ يزيد شارب الخمر، ومثلي لا يبايع مثله»[1].
لماذا؟ لأنّ الحسين كان يعيش مسؤوليّات الدور الأوّل الذي قلناه[2]، والدور الأوّل كان لا بدّ فيه قبل كلّ شيءٍ من الحفاظ على أصل الإسلام، وإنقاذ سمعة الإسلام من شارب الخمر.
كان هذا هو الواجب واللازم قبل كلّ شيء، أن يُنقّى الإسلام ويُبعد عن مستوى شارب الخمر، وهذا هو الذي قاله الحسين (عليه السلام).
أمّا الإمام الباقر (عليه السلام)، فبالرغم من أنّه لم يكن قد حمل السيف في تلك الساعة كما حمله الحسين (عليه السلام)، [ولكنّه] قال بالمفهوم الشيعي الخالص عن زعامة أهل البيت (عليهم السلام).
هذا كلّه يعطي أنّ الدور دورٌ جديد، و [أنّنا] على أبواب دورٍ جديدٍ له تخطيط جديد، وله هدف رئيسي جديد يختلف عن الهدف الرئيسي للدور السابق. وليس معنى هذا أنّ الهدف السابق عطّل في هذا الدور، وإنّما معناه أنّ العناية اوليت بهذا الهدف أوّلًا، مع الحفاظ على سائر الأهداف الاخرى.
إذاً، فهذه كانت هي المسألة الرئيسيّة في هذا الدور.
العقبة التي اصطدم بها الإمام الباقر (عليه السلام) من الخارج:
وكان الإمام الباقر (عليه السلام)- وفي مقام إعطاء هذه الملامح التفصيليّة وهذا الإطار المحدّد المعالم للفرقة الناجية- يصطدم من الخارج بعقبة، ومن الداخل بعقبة.
أمّا العقبات التي كان يصطدم بها من الخارج فهي: أنّ الحياة الإسلاميّة كانت وقتئذٍ تتمخّض عن إعطاء إطارٍ آخر ومبدأٍ آخر محدّد المعالم معاكس
[1] الفتوح 14: 5.
[2] في مطلع هذه المحاضرة.