نتمتّع بهذه الخصوصيّات وبهذه الصفات- التي مرجعها إلى أنّ أهل البيت هم أصحاب الزعامة الروحيّة والاجتماعيّة في مجتمع الإسلام- ونحن ورّاث الإسلام الحقيقيّون»[1].
هذا الإعلان على هذا المستوى الجماهيري وفي ساعةٍ يكون نفسُ هشام حاضراً ليس مجازفةً، وإنّما هو وفق متطلّبات هذا الدور؛ لأنّه في هذا الدور يجب أن يسمع المسلمون أنّ المسألة ليست مسألة [أنّ] الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) حارب مخلصاً للإسلام وقتل، أو مسألة [أنّ] عليّ بنأبي طالب (عليه السلام) حارب وقتل، وإنّما هي مسألة اتّجاهٍ عامّ، وزعامةٍ لها تخطيطٌ واضحُ المعالم، وأنّ هذه الزعامة هي التي برزت في عليٍّ تارة وفي الحسين اخرى، وسوف تبرز وتبقى تبرز على مختلف العصور والأجيال،
هذا المطلب كان لا بدّ من تنبيه الامّة إليه تنبيها يهزّها هزّاً عميقاً.
ب- نظير هذا وقع أيضاً حينما اشخص الإمام الباقر (عليه السلام) إلى الخليفة الاموي، وأشكل على الخليفة، والخليفة سأله وقال له: «هل أنت من ولد أبي تراب؟ أنت ترابي؟»، ثمّ شرع في كلامٍ يُراد به الاستخفاف[2] بالإمام، بعد هذا وقف الإمام الباقر (عليه السلام) خطيباً في وجه الخليفة وأعلن نفس هذا المفهوم، المفهوم الشيعي الواضح أعلنه هناك[3].
والحسين (عليه السلام) لم يعلن هذا المفهوم. مع أنّه ثار على يزيد، ولكنّه مع هذا لم يعلن هذا المفهوم في مجلس والي يزيد، لم يقل له: «نحن»، وإنّما قال له:
[1] دلائل الإمامة: 104.
[2] في( غ) و( ج):« كلامٍ يُعاب به والاستخفاف»، ولعلّ الصادر منه( قدّس سرّه) ما أثبتناه، ولم يرد في المصدر حديثٌ بين الإمام( عليه السلام) وبين الخليفة، بل الوارد عن الصادق( عليه السلام):« لمّا اشخص أبي محمّدبن علي إلى دمشق سمع الناس يقولون:( هذا ابن أبي تراب)»، قال:« فأسند ظهره إلى جدار القبلة ثمّ ..».
[3] مناقب آل أبي طالب 203: 4.