محمّدبنالحنفيّة[1]، هؤلاء الذين رأوا في هذه المفاهيم وسيلةً للتشويه والانحراف والجهد[2] من جديد، فأخذوا يدّعون النبوّة تارةً، والالوهيّة اخرى، وينسبون الالوهيّة له، أو لشخصٍ ميّت، أو للإمام الحيّ الذي هو يعطي المفاهيم الصحيحة ثالثةً، وهكذا[3] .. حتّى اضطرّ الإمام الباقر إلى أن يطرد بعض أصحابه ويلعنهم ويكرّر لعنهم، من قبيل المغيرة بن سعيد.
المغيرة شخص أخذ هذه المفاهيم وكدّرها وأضاف إليها من عِنْدِيّاته، ثمّ انحرف وأخذ يعطي المفهوم الشيعي مع شيءٍ كثيرٍ من الغلوّ، حتّى جعل الإمام (عليه السلام) يتأ لّم ويتأثّر ويلعنه[4]، وكذلك الإمام الصادق في ما بعد[5].
وكان الإمام الباقر (عليه السلام) يقول: «ما لهؤلاء يقولون عنّا؟! ونحن أشخاص ورثنا من محمّد (صلّى الله عليه وآله)، لكن ما صحبنا معنا براءةً من النار، ونحن نخاف من الله ونهتزّ خوفاً منه كما تهتزّ الورقة من الريح، ونحن إن أطعنا الله أدخلنا الجنّة، وإن عصينا الله أدخلنا النار، ولا براءة من الله تعالى إلّا على أساس عملنا»[6].
كلّ هذا كان من قبله (عليه السلام) كعلاجٍ للمشاكل الداخليّة.
إعطاء أئمّة هذه المرحلة المفهوم الصحيح بصورة مشتّتة غير مجموعة:
قدّروا موقف شخصٍ داعيةٍ يريد أن يعطي الامّة مفهوماً، هذا المفهوم يقيم به الدنيا والآخرة، ويعارض فيه السلطة الحاكمة، ويعارض الذهنيّة العامّة
[1] انظر: فرق الشيعة: 28.
[2] كذا في( غ) و( ج).
[3] راجع حول هذه الادعاءات: فرق الشيعة: 63.
[4] اختيار معرفة الرجال: 227، الحديث 406.
[5] اختيار معرفة الرجال: 191، 223 وما بعد، الأحاديث 336، 400، 401، 402، 403، 404، 511، 542، 543، 549. وكذلك الإمام الكاظم( عليه السلام)، فراجع: المصدر نفسه: 482، الحديث 909. وكذلك الإمام الرضا( عليه السلام)، فراجع: المصدر نفسه: 223، 502، الحديثان 399 و 544.
[6] الكافي 74: 2 و 75، الحديثان 3 و 6.