البصرة، اجتمع مع قواعده الشعبيّة في البصرة، قبل هذا أرسل رسولًا[1] إلى البصرة أنْ: «انتظروا، وخلال ثلاثة أيّام سوف يأتي الإمام الرضا»، ثمّ يأتي عليُبنموسى الرضا (عليه السلام) بعد ثلاثة أيّام، في الوقت الذي يكون الشيعة في البصرة متهيّئين تهيّؤاً كاملًا لاستقباله والاجتماع حوله والاحتفاء به. فيجتمع بهم، ويقيم الحجّة عليهم في إمامته، ثمّ بعد هذا يقول لهم: «سلوني»، فيدير معهم الأسئلة والأجوبة حول مختلف جوانب المعرفة الإسلاميّة.
ثمّ بعد هذا يطلب منهم جمع بقيّة الطوائف أيضاً، فيجمعون له بقيّة الطوائف، بقيّة العلماء من المجادلين الكلاميّين من علماء غير إسلاميّين، فيعقد عدّة اجتماعات مع هؤلاء في البصرة، [يفحمهم][2] ويسيطر على الموقف[3].
تواصل الإمام الرضا (عليه السلام) مع القواعد الشعبيّة في الكوفة:
بعد هذا يرسل رسولًا آخر إلى الكوفة[4]، يقول: «أخبروا أهل الكوفة بأنّي خلال أيّام سأجيء إلى الكوفة».
بعد هذا يسافر إلى الكوفة، وهناك يقيم عليهم الحجّة بصورةٍ مباشرة، يعني على إمامته بعد أبيه، ثمّ بعد هذا يدير مناقشاتٍ واسعةَ النطاق وأسئلة وأجوبة متنوّعة و [مختلفة][5].
وأيضاً يتّصل مع مجادلين ومتكلّمين ويهود ومسيحيّين ممّن كانوا وقتئذٍ يشكّلون بداية خطرٍ فكريٍّ على العالم الإسلامي[6]؛ لأنّ حركة الترجمة
[1] هو محمّد بن الفضل الهاشمي.
[2] في( غ):« يفهمهم»، ولعلّ الصادر منه( قدّس سرّه) ما أثبتناه.
[3] الخرائج والجرائح 341: 1؛ وعنه: بحار الأنوار 73: 49، باب وروده( عليه السلام) البصرة والكوفة.
[4] بل الرسول نفسه:« قال محمّد بن الفضل: كان في ما أوصاني به الرضا( عليه السلام) في وقت منصرفه من البصرة أن قال لي: صِر إلى الكوفة، فاجمع الشيعة هناك وأعلمهم أنّي قادمٌ عليهم».
[5] في( غ):« متكفّلة». وراجع: الخرائج والجرائح 349: 1؛ وعنه: بحار الأنوار 79: 49.
[6] راجع على سبيل المثال: عيون أخبار الرضا( عليه السلام) 154: 1، الباب 12، ذكر مجلس الرضا( عليه السلام) مع أهل الأديان وأصحاب المقالات في التوحيد عند المأمون.