بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلوات على سيّد الخلق وخلفائه المعصومين الميامين.
كان الحديث عن الإمام سيّد الشهداء (عليه أفضل الصلاة والسلام)، وقد تقدّم قسطٌ من الحديث عنه (عليه أفضل الصلاة والسلام).
الحسنان (عليهما السلام) والمرضان المختلفان:
وقد ذكرنا في المحاضرات السابقة[1] أنّ الإمام الحسين وقف ليعالج مرضاً من أمراض الامّة كما وقف من قبله أخوه الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام) ليعالج مرضاً آخر من أمراض الامّة:
فبينما قدّر للإمام الحسن أن يعالج مرض الشكّ في الامّة الإسلاميّة التي بدأت في عهد أمير المؤمنين تشكّ في الخطّ الرسالي الذي سار عليه قادة أهل البيت، واستفحل لديها هذا الشكّ حتّى تحوّل إلى حالة مَرَضيّة في عهد الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) .. بينما عالج الحسن هذه الحالة المرضيّة التي لم يكن بالإمكان علاجها حتّى بالتضحية، عالج الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) حالةً مرضيّةً اخرى، هي حالة انعدام الإرادة مع وضوح الطريق.
[1] في المحاضرة السادسة عشرة، تحت عنوان: موقف الإمام الحسين( عليه السلام) على مستوى الامّة، وفي المحاضرة السابعة عشرة، تحت عنوان: شرائح الامّة التي شكّلت مجال عمل الإمام الحسين( عليه السلام). وسيتجدّد الحديث في المحاضرة الحادية والعشرين، تحت عنوان: الإمام الحسين( عليه السلام) يعالج مرض موت إرادة الامّة.