على الأكثر.
ب- وتحوّلٌ كيفيٌّ جعله يطغى ويشتدّ بالتدريج في الجماهير التي كان من المفروض أن تساهم في مواصلة العمل والجهاد في إنجاح التجربة.
أرضيّة بذرة الشكّ في عهد ما بعد الإمام علي (عليه السلام):
أمّا لماذا طغى هذا الشكّ كيفيّاً وكميّاً بعد الإمام علي (عليه السلام)؟ فهذا هو السؤال الذي يجب أن يجاب عنه.
والجواب ينحصر في النقاط التي ذكرناها في أبحاثنا السابقة[1].
هذا الشكّ بدأ في عهد الإمام علي (عليه السلام)، وكان فحوى هذا الشكّ ومضمونه هو [تشكيك] الإنسان العراقي المجاهد تحت لواء الإمام عليٍّ (عليه السلام) في أن تكون معركة الإمام عليٍّ (عليه السلام) مع معاوية هي معركة الإسلام مع الجاهليّة في قالبها الجديد.
هذا المفهوم الذي كان يعطيه الإمام علي (عليه السلام) بقوله، بوجوده، بسلوكه، بكلّ جوانبه[2] ومشاعره .. هو أنّ معركته مع معاوية كانت معركة بالصيغة الإسلاميّة الكاملة الشاملة للحياة مع الجاهليّة، ولكن بالثوب الجديد وعلى مستوى جديد؛ لأنّ الجاهليّة بالأمس لم تكن تقتنع إلّا بإنكار الصيغة الإسلاميّة رأساً، بإنكار النبوّة رأساً، ولكن بعد ذلك، وبعد أن سيطر الإسلام على مقاليد كسرى وقيصر ومَلَك المعمورة، بعد هذا أصبحت الجاهليّة بإزاء أمرٍ واقعٍ استشعرت في مقابله [بالخطر][3]، فعدّلت من موقفها: فبينما كانت تريد أن تنكر الإسلام ككلّ، بدأت تحاول أن تنكر جزءاً من الإسلام، وهو الجزء الذي يتعارض مع واقع مصالحها السياسيّة والاجتماعيّة وفهمها لأساليب الحياة
[1] في المحاضرات نفسها التي أشرنا إليها في بداية هذه المحاضرة.
[2] كذا في( غ)، وفي( ه-):« جوارحه».
[3] ما بين عضادتين أضفناه للسياق.