التي شرحناها[1]، بدأ يعمل من أجل تثبيت اطروحته وخطّه وقيادته، قام بعملين:
أ- بعملٍ على مستوى النظريّة لطمس معالم النظريّة الإسلاميّة الحقيقيّة.
ب- وبعملٍ آخر على مستوى الامّة لتمييع الامّة وجعلها تتعوّد على التنازل عن وجودها وكرامتها وإرادتها في مقابل الحاكم.
أ- عمل معاوية بن أبي سفيان على طمس النظريّة الإسلاميّة الحقيقيّة:
أمّا العمل على المستوى الأوّل، على مستوى النظريّة، والقضاء على النظريّة الإسلاميّة الحقّة التي كان يمثّلها جناح الإمام علي، والقواعد الواعية من أبنائه النَسَبيّين أو الروحيّين في الامّة الإسلاميّة:
1- كان يحاول أن يقضي على هذه النظريّة عن طريق شراء الأكاذيب من الأشخاص الذين كانوا على استعداد للكذب في الحديث على رسولالله (صلّى الله عليه وآله).
2- ومن ناحيةٍ اخرى بممارسة ضغطٍ على الآخرين ليسكتوا عن المفاهيم والأفكار التي هي تعابير عن شعار هذه النظريّة في الحكم، وعن اسلوبها في القيادة.
بعث معاوية بن أبي سفيان إلى ولاته وحكّامه في مختلف أقطار العالم الإسلامي أنّه: برئت الذمّة ممّن يتكلّم بشيء عن خطّ الإمام علي (عليه الصلاة والسلام)[2].
3- ومن ناحيةٍ اخرى[3] وضع كلّ وسائل الإغراء والترغيب في سبيل أن يتبارى الكَذَبة في النقل عن رسول الله، في تبريكات رسول الله للوضع
[1] في المحاضرتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة.
[2] « نادى منادي معاوية: أن برئت الذمّة ممّن روى حديثاً من مناقب علي وفضل أهل بيته» أخبار الدولة العبّاسيّة: 47؛ وانظر: شرح نهج البلاغة 44: 11.
[3] هذا عدولٌ منه( قدّس سرّه) إلى الناحية الاولى، وليس ناحية ثالثة برأسها.