مسؤوليّة الإمام الباقر (عليه السلام) الرئيسيّة: إعطاءُ التشيّع إطاره المحدّد:
في هذا المقام كان الإمام (عليه السلام) يواجه مسؤوليّاتٍ كبيرةً جدّاً ومهمّةً جدّاً:
أوّلًا وقبل كلّ شيء- وهي المسألة الرئيسيّة في هذا الدور-: مسألة إعطاء هذا الإطار وإعطاء هذه الملامح المحدّدة التفصيليّة للتشيّع، وإخراج العمل من كونه عملًا يقوم به شخص أو شخصان أو ثلاثة إلى عملٍ يمثّل فرقةً، يمثّل الإسلام بوجهه الحقيقي[1].
هذا المطلب كان الإمام الباقر يمارسه:
تارةً: عن طريق التثقيف الموسّع المتنوّع داخل مدرسته.
واخرى: عن طريق مجابهة الامّة بهذا الإطار.
الإمام الباقر (عليه السلام) يجابه ذهنيّة الامّة غير المؤمنة بإطار أهل البيت (عليهم السلام):
لأوّل مرّة تقريباً في حياة الأئمّة كان الإمام الباقر يجابه الامّة بهذا الإطار، ويتحدّى ذهنيّة أكثر أفراد الامّة الذين لم يكونوا يؤمنون بهذا الإطار. فبالرغم من أنّهم كانوا يؤمنون بالإمام الباقر كشخص، وأنّه رجل عظيم، لكن لم يكونوا يؤمنون بهذا الإطار. والإمام الباقر كان يعطي الشعار على مستوى الامّة إعطاءً واضحاً صريحاً بنحوٍ غير مألوفٍ بالنسبة إلى آبائه (عليهم السلام):
أ- في الرواية: أنّ الإمام الباقر حجّ بيت الله الحرام واصطحب معه ولده الإمام الصادق، حتّى إذا بلغا المسجد الحرام والآلاف من الناس يحتمون[2] في هذا المسجد يقف الإمام الصادق في قبال أبيه ويعلن ويقول: «نحن .. ونحن .. ونحن»، فيعطي المفهوم الشيعي عن أهل البيت (عليهم السلام) بشكلٍ واضحٍ محدّد، ويبيّن أمام هذا الملأ- ملأ هشام بن عبد الملك- ويعلن أمامه: «نحن
[1] كذا في( غ) و( ج)، ومن الجائز أن يكون:« … إلى عملٍ يمثّل فرقةً تُمثّل الإسلام».
[2] كذا في( غ) و( ج)، ولعلّ الصادر منه( قدّس سرّه):« يحجّون».