2- الإمام الحسن (عليه السلام) بوصفه أميناً على التجربة:
وكان من ناحية اخرى الأمينَ على التجربة، يعني: الأمين على كيانٍ جسّد تلك الصيغة الإسلاميّة الكاملة. هذا الكيان الذي أنشأه الإمام علي (عليه الصلاة والسلام) واستأنف به حياة رسول الله وعصر رسول الله، هذا الكيان خلّفه الإمام عليٌّ ليتزعّمه الإمام الحسن، فكان الإمام الحسن بالاعتبار الثاني أميناً على الواقع الحيّ الذي جسّد تلك الصيغة الإسلاميّة الكاملة.
أي: هو أمينٌ على النظريّة والتطبيق معاً، أمينٌ ووريثٌ للمفهوم والخطّ، ولتجسيد هذا الخطّ في واقع الحياة.
3- الإمام الحسن (عليه السلام) بوصفه أميناً على الكتلة:
وكان هناك اعتبارٌ ثالثٌ من الاعتبارات التي يمثّلها الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام): فهو أمينٌ على كتلة، هذه الكتلة هي التي نسمّيها اليوم ب- (الشيعة)، هذه الكتلة هي الجانب أو الجزء الذي آمن بنظريّة الإسلام في عليٍّ وفي إمامة عليٍّ وفي خطّ أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) … هذه الكتلة التي وضع الرسول (صلّى الله عليه وآله) بذورها، ثمّ نمّاها الإمام علي، خصوصاً على عهد خلافته، وأخذها الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) ليتسلّم زعامتها وقيادتها ككتلة يجب أن تنمو على مرّ الزمن، وتشكّل الطليعة الواعية القادرة على قيادة المسلمين ككلّ في مستقبلٍ قريبٍ أو بعيد.
خروج الاعتبار العاطفي غير الرسالي عن حسابات الإمام الحسن (عليه السلام):
هذه اعتبارات ثلاثة كان يمثّلها جميعاً هذا الإمامُ الشابّ (عليه أفضل الصلاة والسلام)، فكان لا بدّ حينما يدرس أفضل الطريقين- طريق التضحية والموت، أو طريق تجميد الخطّ والحركة إلى وقتٍ ما- أن يدرس ذلك على