الإمام علي (عليه السلام) أمل الإسلام والامّة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله):
نجتمع الليلة لذكرى أشأم ليلةٍ بعد [اليوم الذي] توفّي فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؛ فإنّ اليوم الذي توفّي فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان هو اليوم الذي خلّف فيه النبيُّ تجربته الإسلاميّة في [مهبّ القدر][1]، وفي رحمة المؤامرات التي رست عليها بعد برهةٍ من الزمن.
واليوم الذي اغتيل فيه الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) كان هو اليوم الذي قضى على آخر أملٍ في إعادة خطّ تلك التجربة الصحيحة، هذا الأمل الذي كان لا يزال يعيش في نفوس المسلمين الواعين متجسّداً في شخص هذا الرجل العظيم، الذي عاش منذ اللحظة الاولى هموم الدعوة وآلامها، واكتوى بنارها، وشارك في بنائها لبنةً لبنة، وأقام صرحها مع استاذه (صلّى الله عليه وآله) صرحاً صرحاً.
هذا الرجل الذي كان يعبّر عن كلّ هذه المراحل بكلّ همومها ومشاكلها وآلامها.
هذا الرجل كان هو الذي يمثّل هذا الأمل الوحيد الذي بقي للمسلمين الواعين في أن تسترجع التجربةُ خطَّها الواضح الصريح، واسلوبها النبويّ المستقيم؛ حيث إنّ الانحراف في داخل وفي أعماق هذه التجربة كان قد طغى وتجبّر واتّسع، بحيث لم يكن هناك- ولا يكون هناك- أيُّ أملٍ في أن يقهر
[1] المقطع الصوتي هنا غير صالح، وما بين عضادتين أثبتناه من( ف) و( غ).