[من الناس] إرادتهم التي فقدوها بالتمييع الاموي.
2- وأن يختار الموقف الذي يحاول به أن يرجع إلى القسم الثاني [من الناس] إيمانهم بالرسالة وشعورهم بأهمّية الإسلام.
3- وأن يختار الموقف الذي يحاول فيه أن لا يجعل هناك دليلًا لمعاوية على شرعيّة تحويل الخلافة إلى كسرويّة وقيصريّة، وذلك عن طريق معارضة الصحابة- المتمثّلة فيه، وفي البقيّة الباقية من الصحابة والتابعين- لعمليّة التحويل هذه.
4- وكان لا بدّ وأن يختار الموقف الذي يشرح فيه- حتّى لمن كان بعيداً عن الأحداث- أنّ تنازل الإمام الحسن لم يكن معناه أنّ أهل البيت أمضوا عمليّة التحويل وأنّهم باركوا امويّة معاوية وحكم معاوية واطروحة أبيسفيان، وإنّما كان موقفاً تحكمه الظروف الموضوعيّة وقتئذٍ.
كان لا بدّ له أن يختار الموقف الذي يشرح فيه كلّ هذا، ويردّ فيه على كلّ هذا، ويعالج هذه الأقسام الأربعة من الامّة الإسلاميّة، ولم يكن بإمكان [أيّ] موقفٍ أن يحقّق كلّ هذا إلّا الموقف الأخير.
الموقف الأوّل: مبايعة يزيد بن معاوية:
الموقف الأوّل هو أن يبايع يزيد بن معاوية كما بايع أمير المؤمنين أبا بكر وعمر وعثمان مع أنّهم لا يستحقّون الخلافة.
هذا لم يكن بالإمكان أن يحقّق أيّ مكسبٍ على مستوى هذه الأقسام الأربعة. ولم تكن قصّة يزيد قصّة أبي بكر وعمر وعثمان؛ لأنّ التحويل هنا كان تحويلًا على مستوى المفهوم، كان المفهوم يتحوّل، لا أنّ مجرّد الشخص يتحوّل.
وهذه العمليّة- عمليّة التحويل المفهومي، التي أصبحت هي الأساس