الكتب[1]؟!
وبعد هذا أيضاً لا يجيب جواباً قاطعاً؛ يبعث ابن عمّه مسلم بن عقيل، لا يوصيه بقتالٍ ولا بحرب، وإنّما يوصيه أن يذهب إلى الكوفة ليرى أنّ أهل الكوفة هل هم مزمعون حقيقةً على أن يبايعوا خطَّ الإمام علي (عليه السلام)، وعلى أن يضحّوا في سبيل خطّ الإمام (عليه السلام)؟
يذهب مسلم بن عقيل إلى الكوفة، يبقى الإمام الحسين (عليه السلام) في مكّة حتّى يبعث إليه مسلمُ بنُ عقيل مؤكِّداً أنّ جميع أهل الكوفة وشيوخ أهل الكوفة قد اتّفقوا على زعامتك وإمامتك وقيادتك، وهم لك منتظرون[2].
كلّ هذه الظروف هيّأها الإمام الحسين (عليه السلام)- أو صبر حتّى تتهيّأ- لكي لا يبقى هناك نقدٌ لمنتقد، لكي لا يقول شخصٌ يريد أن يخلق المبرّرات بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) استعجل. الحسين لم يستعجل.
3- حشد المثيرات العاطفيّة:
من ناحية ثالثة: إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) حشد كلّ الظروف العاطفيّة في حركته أيضاً كي يستعين بهذه الظروف العاطفيّة في سبيل أن يهزّ ضمير الامّة.
أ- لعلّ ذاك الشخص لم يفهم، لعلّ عبد الله بن عمر[3] لم يفهم حينما قال له الإمام الحسين: «إنّي أعلم أنّي سوف اقتل». قال له عبد الله بنعمر: «يا سيّدي ما بال النسوة؟ فلماذا تأخذ معك حريم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟»، قال: «لأنّ الله
[1] الأخبار الطوال: 229؛ البدء والتاريخ 9: 6؛ اللهوف على قتلى الطفوف: 35.
[2] أنساب الأشراف 167: 3؛ الأخبار الطوال: 243؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 395: 5؛ تجارب الامم 60: 2.
[3] لقد أتى عبدالله بن عمر الإمام الحسين( عليه السلام) على ما أشرنا إليه، ولكنّ الجواب الآتي جاء في حواره( عليه السلام) مع أخيه محمّدبنالحنفيّة كما يظهر من الهامش القادم.