العقبة التي اصطدم بها الإمام الباقر (عليه السلام) من الداخل:
وأمّا المشكلة التي كان يواجهها من الداخل فهي المشكلة التي كان يواجهها (عليه السلام) في داخل الإطار الشيعي.
حينما بدأ القادة بإعطاء المناهج التفصيليّة وإعطاء الخطوط التفصيليّة للتشيّع بوصفه الوريث الحقيقي للإسلام ومعبّراً حقيقيّاً عنه، في هذا المقام كان من الطبيعي أن يوجد شيءٌ من التشويش والاضطراب في داخل الكيان الشيعي أيضاً؛ لأنّ هذه الحدود وهذه المعالم لم تكن تُعطى بصورة [خاصّة] واضحة منشورة، بلا خوف ولا تقيّة ولا وجل، مع التخطيط اللازم والشرح اللازم، وإنّما كانت تعطى في ظروف جهادية معقّدة و [محتفّة][1] بالمشاكل التي شرحناها[2] والتي لم نشرحها.
إذاً، فمن طبيعة هذا أنّ مثل هذه المعطيات سوف يدخل عليها كثيرٌ من التغيير والتبديل والتطوير في داخل [الجهاز][3]، في داخل الكتلة.
هذا المفهوم حينما ينطلق من عند الإمام (عليه السلام) لا يسمعه الكلّ على مستوىً واحد وبدرجة واحدة، وإنّما يبقى يمشي من إنسانٍ إلى إنسانٍ بتُؤَدَةٍ وببطءٍ إلى أن يستوعب كلَّ الكتلة. هذا المفهوم حينما يمشي شأنه [شأن] الماء حينما يمشي على الأرض؛ يأخذ من تراب الأرض ومن أوساخها، وهكذا .. حتّى يخرج عن كونه ماءً مطلقاً إلى كونه ماءً مضافاً أو ماءً متغيّراً، هذه المفاهيم كانت حالها هكذا.
[1] في( غ) و( ج):« مختلفة».
[2] في هذه المحاضرة.
[3] في( غ) و( ج):« الجهاد»، ولعلّ الصادر منه( قدّس سرّه) ما أثبتناه؛ لمناسبة السياق، ولما يأتي منه قريباً.