زوايا اخرى أكبر وأوسع من التأثّر بخطّ الإمام علي (عليه السلام). كان هناك زوايا اخرى أكبر وأوسع في نفس المأمون تمثّل المصالح السياسيّة، والأغراض الوقتيّة، وبناء مدٍّ لدولته، تلك الزوايا الاخرى يمكن أن نعبّر عنها في أربع نقاط:
1- النقطة الاولى: إلباس خلافة المأمون ثوب الشرعيّة:
النقطة الاولى هي أنّ المأمون كان يريد أن يُكسب خلافته الثوب الشرعي، وكان يزعم أنّ خلافته بحاجةٍ إلى ثوبٍ شرعي؛ على أساس أنّ القواعد الشعبيّة المؤمنة بالخلافة العباسيّة كانت تنظر بريبٍ إلى خلافة المأمون التي لم تنتهِ إليه إلّا بقتل الخليفة الشرعي السابق، الذي هو الأمين؛ فانتقال الخلافة عن طريق [قتل][1] الخليفة الشرعي كان فيه نوعٌ من الريب والتردّد عند القواعد الشعبيّة المؤمنة ببني العباس وخلفاء بني العباس.
أمّا القواعد الشعبيّة الاخرى- أي التي لا تؤمن بخطّ بني العباس، وإنّما تدور في فلك الإمام علي (عليه السلام) بمستوىً وآخر، بمختلف المستويات- فلم تكن تنظر إلى الخطّ الذي يعيّن المشروعيّة [على أنّه متمثّل في][2] خلافة المأمون ولا الأمين ولا المنصور ولا آباء المنصور[3]، [بل كانت] تشعر بأنّ هذه الخلافة التي اغتصبها [المأمون] أو التي سيطر عليها بالقوّة وبقتل أخيه تحتاج إلى ثوبٍ شرعيٍّ تعتمد عليه وتقدّره قواعد في العالم الإسلامي.
من هنا كان إلباس هذه الخلافة الثوبَ الشرعيَّ عن طريق استدعاء الإمام الثامن (عليه السلام)، الذي كانت الخلافة حقّاً شرعيّاً له بدرجةٍ واخرى على مستوى إيمان كثيرٍ من جماهير العالم الإسلامي: إمّا على مستوى أنّه أفضل
[1] في( غ):« حكم»، ومأ أثبتناه أنسبُ للسياق.
[2] نصُّ المدوِّن هنا مشوّش، وما أثبتناه للسياق.
[3] في( غ):« الرسول ولا آباء الرسول»، وهو اشتباهٌ حتماً، ولعلّه ما أثبتناه؛ بقرينة تقدّم الكلام عينه قبل أربع صفحات وفيه:« المنصور».