أولاد الإمام علي (عليه السلام)، أو على مستوى أنّه أفضل […][1].
[فعلى] مستوى من هذه المستويات يوجد هناك [مؤشّر] واضح النقاط بأنّ الإمام الرضا (عليه السلام) يتمتّع بحقٍّ شرعيٍّ للخلافة.
يبعث [المأمون] على الإمام الرضا (عليه السلام) ويقول له: «إنّي أنزع الخلافة واعطيها لك»؛ أوّل الأمر لم يطالبه [بقبول] ولاية العهد، وإنّما قال: «أنا أنزع الخلافة واعطيها لك»؛ لكي يردّها عليه الإمام الرضا (عليه السلام)، ويكون في ردّ الخلافة عليه من الإمام الرضا (عليه السلام) كسبٌ للثوب الشرعي لهذه الخلافة.
لكنّ الإمام الرضا لم [يستجب لطلب المأمون][2]؛ ولهذا حينما قام المأمون بهذه المناورة قال له: «إنّ الخلافة هل هي ثوب ألبسك الله إيّاه، أو لا؟ فإن كانت ثوباً ألبسك الله إيّاه فلا يكون بإمكانك أن تنزعه وتلبسني إيّاه، وإن لم يكن شيئاً أعطاك الله إيّاه، إذاً فكيف تعطيني ما لا تملك؟»[3].
فأكّد في هذا النصّ الصريح الواضح أنّه لا يؤمن بشرعيّة الخلافة للمأمون، وأنّ رفض قبول الخلافة ليس معناه إرجاع الخلافة إليه، بل معناه أنّه لا يرى أنّ مثل هذا الإعطاء له مدد[4]، بعد أن كانت الخلافة أجنبيّةً عن هذا الشخص المعطي.
وبهذا سجّل النصر الذي كان له أثره الكبير- في الحاضر وقتئذٍ، وفي المستقبل- في نزع ثوب المشروعيّة عن خلافة المأمون.
[1] هنا سقطٌ بمقدار أربع كلمات.
[2] هنا سقطٌ بمقدار ثلاث كلمات، وما أثبتناه للسياق.
[3] عيون أخبار الرضا( عليه السلام) 139: 2، الحديث 3؛ الأمالي( الصدوق): 68، الحديث 3؛ علل الشرائع 237: 1، الباب 173، الحديث 1.
[4] أي: له أصلٌ يعتمد عليه.