الإمام، وهو الحجّة من قبل الله والوصيّ من بعده[1]، إلّا أنّه- بوصفه حاكماً ورئيساً للدولة- لم يعلن إعلاناً رسميّاً سياسيّاً أنّ الحسن (عليه السلام) هو الذي يتسلّم الأمر من بعده.
العامل الخامس: تردّد الامّة في سريان الشكّ إلى القائد نفسه:
من عوامل تعمّق الشكّ في نفوس المسلمين هو: أنّ الإمام الحسن (عليه السلام)- لظروفٍ سوف نشرحها[2]– لم يكن قد تسرّع للإعلان عن عزمه على الحرب مع معاوية والاشتباك المسلّح معه.
عدم إعلان الإمام الحسن (عليه السلام) وعدم تسرّعه في الإعلان عن عزمه على الاشتباك المسلّح مع معاوية استغلّه معاوية، وأشاع على أساسه أنّ الحسن (عليه السلام) يفكّر في الصلح[3].
كانت هذه الإشاعة قائمة على أساس هذه النقطة، وكانت لهذه الإشاعات مساهمة كبيرة جدّاً في توسيع نطاق الشكّ عند المسلمين، وتردّدهم في أن تكون هذه القضيّة التي يحاربون من أجلها قضيّةً يَشُكّ فيها القائد نفسُه.
تعمّق الشكّ واتّساع رقعته نتيجة العوامل الخمسة:
هذه العوامل الخمسة أدّت إلى توسيع نطاق الشكّ، هذا الشكّ المصطنع بعد وفاة الإمام [علي (عليه السلام)] في تسلّم الإمام الحسن (عليه السلام) مقاليد الحكم والزعامة
[1] « عن سليم بن قيس الهلالي قال: شهدت أمير المؤمنين( عليه السلام) حين أوصى إلى ابنه الحسن وأشهد على وصيّته الحسين ومحمّداً وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته، ثمّ دفع إليه الكتاب والسلاح» الكافي 297: 1، الحديث 1؛ معاني الأخبار: 306، الحديث 1.
[2] قريباً، تحت عنوان: الحسن( عليه السلام) يعتزم تأخير المعركة بهدف التفرّغ للقضاء على الشكّ.
[3] « وكان معاوية يدسّ إلى عسكر الحسن من يتحدّث أنّ قيس بن سعد قد صالح معاوية وصار معه، ويوجّه إلى عسكر قيس من يتحدّث أنّ الحسن قد صالح معاوية وأجابه» تاريخ اليعقوبي 214: 2؛ وانظر كذلك: مقاتل الطالبيّين: 73.