في ظلال الإمام عليِّ بن الحسين (عليه السلام)
هذه الساعة نعيشها في ظلال الإمام زين العابدين (عليه السلام)، آخرِ أئمّة المرحلة الاولى من المراحل الثلاث التي أشرنا إليها في حياة الأئمّة (عليهم السلام)[1]، نعيشها في ظلال هذا الإمام الممتحن الذي عانى أقسى فترةٍ من الفترات التي مرّت على قادة أهل البيت (عليهم السلام)؛ لأنّه عاصر بداية قمّة الانحراف.
هذا الانحراف الذي بدأ عقيب وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مباشرةً- وقد تحدّثنا عنه في الأيّام السابقة[2]– بدأ يتكشّف بشكلٍ صريحٍ واضحٍ سافر، لا على مستوى المضمون فحسب، بل على مستوى الشعارات، وعلى مستوى الكلمات المطروحة من قبل الحكّام في العمل والتنفيذ، فكان الحكم نظريّاً وعمليّاً قد بدأت تتكشّف حقيقته.
الإمام السجّاد (عليه السلام) ولد قبل وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) بثلاث سنين[3]، يعني: ولد وأميرُ المؤمنين في خطّ الجهاد في حرب الجمل، أو على أبواب خطّ الجهاد في حرب الجمل. وعاش طفولته مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في محنته،
[1] راجع: المحاضرة الرابعة، تحت عنوان: مراحل تاريخ أئمّة أهل البيت( عليهم السلام)، وراجع: مطلع المحاضرتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين.
[2] راجع بنحو خاص المحاضرات: الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة.
[3] « كان مولدُ عليِّ بن الحسين( عليه السلام) بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة، فبقي مع جدّه أمير المؤمنين( عليه السلام) سنتين» الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 137: 2.