لهم النصوص عنه مباشرةً.
واتّسعت الحياة الإسلاميّة، واستجدّت فيها أنواع وأحداث وملابسات وتعقيدات، وفتحت الأبواب على مجالاتٍ جديدةٍ لم تكن بالحسبان، في كلّ ذلك كان يُحتاج إلى مرجعٍ فكري، [فمن] هو المرجع الفكري هناك؟
بطبيعة الحال لم يكن من الممكن للخلفاء أن [يُقرّوا] المرجعيّة الفكريّة لأهل البيت (عليهم السلام)؛ لأنّهم وإن كان لا شغل لهم بالمرجعيّة الفكريّة، ولكنّ المرجعيّة الفكريّة كانت تمهيداً للمرجعيّة السياسيّة. ولو أنّهم أعطوا المرجعيّة الفكريّة لأهل البيت لأعطوهم أقوى سلاحٍ يمكن أن يصلوا به إلى الحكم، وأن يُرجعوا من جديدٍ حقّهم في المرجعيّة السياسيّة.
فكان لا بدّ إذاً من تسليط الأضواء على جهةٍ اخرى، وكان لا بدّ إذاً من إشغال الرأي العام عن أهل البيت (عليهم السلام) مهما أمكن، وكان لا بدّ إذاً من تجميد منابع الصلة بين أهل البيت وبين المسلمين؛ لكي لا يفكّر هؤلاء في استرجاع الحكم بعد ذلك.
هناك كان يتمخّض الفكر المنحرف في حياة الامّة الإسلاميّة عن وضع مبدأ، وهو مبدأ مرجعيّة الصحابة، وأن يكون قولُ الصحابي حجّة، وأن يكون أصلًا برأسه؛ باعتبار أنّ الصحابي يعرف ذوق الإسلام وقد فهمه وعاش قضاياه، فلا بدّ وأن لا يكون في أقواله وانطباعاته مخالفاً مع الإسلام، وكان مثل هذا المبدأ مقبولًا من الناحية الذوقيّة بحسب الظاهر.
وحيث إنّ المبدأ بنفسه أيضاً لم يكن يَملأُ كلّ الفراغ؛ لأنّ الصحابة أنفسهم في معالجاتهم للمشاكل وفي أحكامهم وقضاياهم لم يكونوا يستوعبون الفراغ هذا أيضاً، فكان الفكر المنحرف في الحياة الإسلاميّة يتمخّض عن وضع