من آل محمّد، وأن أكون جنديّك وحامل هذه الراية»، يقتنع محمّد بن إبراهيم بهذا [الكلام]، ويقول له: «أعطني الفرصة في التفكير».
ثمّ يذهب هذا الشيخ إلى أهله وذويه وأهل البصيرة من ذويه فيستشيرهم في ذلك الموضوع، فيقال له: «ماذا صنعت؟ هذا يمثّل شعار علي (عليه السلام)، ونحن مؤمنون بالإمام علي (عليه السلام)، إذاً يجب أن [لا][1] نُعينه ويجب أن [لا] نبرز على المسرح». يقول: «كيف؟»، يقال له: «لأنّ هذا الشخص حينما يتقدّم في الميدان إلى المسرح وتقع المعركة بينه وبين خلفاء بني العباس: إمّا أن ينتصر خلفاء بني العباس وإمّا هو ينتصر، وعلى كلّ حالٍ أنت سوف تفقد كيانك»، قال: «كيف؟»، قيل له: «إذا انتصر خلفاء بني العباس فحسابك واضح؛ لأنّك شخصٌ هيّجت على هذه الاطروحة، وإذا انتصر هذا، فإن كان هذا هو السائر في خطّ الإمام علي (عليه السلام) حقيقةً إذاً فهو سوف يعاملك كما يعامل سائر المسلمين، على أساس أنّك كسائر المسلمين، ولا يعطيك ولا يشبع من طموحك وآمالك إلّا في حدود مصلحة الإسلام، وإذا افترضنا أنّه مستعدّ لِأنْ يشبع طموحك خارج نطاق مصلحة الإسلام إذا ما هو الفرق بينه وبين الخليفة العباسي؟!».
هذا لمّا رأى هذا الكلام منطقيّاً ذهب إلى محمّد بن إبراهيم واعتذر منه فقال: «أنا أعتذر وأنا اعطيك كذا مقداراً من المال تستعين به على أمرك»، فقال له: «أغناني الله عن مالك»، وتوجّه في طريقه إلى [الحجاز][2].
[1] الجملة في( غ) مثبتة في كلا موضعيها، وما أضفناه بين عضادتين يقتضيه السياق؛ فإنّ قومه صرفوه عن الأمر، وهو الموافق لما في المصدر التاريخي:« .. ورغبتهم عن أهل البيت».
[2] قال لنصر بن شبث بعضُ بني عمّه وأهله:« ماذا صنعت بنفسك وأهلك؟ أفتراك إذا فعلت هذا الأمر وتأبّدت السلطان يدعك وما تريد؟ لا والله، بل يصرف همّه إليك وكيده، فإن ظفر بك فلا بقاء بعدها، وإن ظفر صاحبك وكان عدلًا كنت عنده بمنزلة رجل من أفناء أصحابه، وإن كان غير ذلك فما حاجتك إلى تعريض نفسك وأهلك وأهل بيتك لما لا قوام لهم به؟ … فثنى نصراً عن رأيه، وفتر نيته، فصار إلى محمّد بن إبراهيم معتذراً إليه بما كان من خلاف الناس عليه، ورغبتهم عن أهل– البيت، وأنّه لو ظنّ ذلك بهم لم يَعِدْهُ نصرَهم، وأومأ إلى أن يحمل إليه مالًا ويقوّيه بخمسة آلاف دينار، فانصرف محمّد عنه مغضباً» مقاتل الطالبيّين: 425- 426. وفي( غ) أنّه رجع إلى الكوفة، والصحيح ما أثبتناه وفقاً للمصدر.