شعارات الإمام عليِّ بن أبي طالب.
بالرغم من أنّ بغداد بقيت تحت تبعيّة الخلافة العباسيّة، إلّا أنّها طوّقت بهذه التحرّكات. وكان أهمّ هذه التحركّات: تحرّك ذلك الرجل العظيم محمّدبنإبراهيم طباطبا[1]، هذا الرجل الذي خرج من المدينة إلى الكوفة وأعلن عن نفسه بالكوفة، وطرح شعار الاعتداديّة[2] التي كان يطرحها ثوّار آل محمّد، وهو البيعة للرضا من آل محمّد.
هذا الشعار كان من خصائص ثوّار آل محمّد: استبدلت البيعة للشخص بعنوانه إلى البيعة لهذا العنوان الإجمالي منذ ثار زيد بن علي إلى أن تتابع الثوّار من آله ومن آل الإمام الحسن، وكان الشعار الذي يُطرح هو الرضا من آل محمّد؛ لكي يكون الشعار منسجماً مع مضمون القضيّة الإسلاميّة، من دون إحراجٍ للشخص الواقعي الذي يمثّل القضيّة في كلّ حين، فطُرح الشعار بهذا العنوان.
هناك رواية- لا أدري صحيحة أو لا- عن الإمام الباقر (عليه السلام): «سوف يقف على منبر الكوفة في سنة مئتين للهجرة شخص يباهي الله به ملائكة السماء»[3]. وهذا الشخص الذي عُني في هذه الرواية- إن صحّت- هو محمّدبن إبراهيم[4].
محمّد بن إبراهيم خرج من المدينة، وفي طريقه إلى الكوفة مرّ بكربلاء،
[1] تاريخ الامم والملوك( الطبري) 528: 8؛ مقاتل الطالبيّين: 424 وما بعد.
[2] كذا في( غ)، والمراد غير واضح.
[3] عنه( عليه السلام):« يخطب على أعوادكم يا أهل الكوفة سنة تسع وتسعين ومائة في جمادي الأولى رجلٌ منّا أهل البيت، يباهي الله به الملائكة» مقاتل الطالبيّين: 428- 429. وفي الموضع نفسه عن زيدبن علي:« يبايع الناس لرجل منّا عند قصر الضرتين سنة تسع وتسعين ومائة، في عشرٍ من جمادى الاولى، يباهي الله به الملائكة».
[4] في ذيل كلام زيد بن علي السابق:« قال الحسن بن الحسين: فحدّثت به محمّد بن إبراهيم فبكى».