شريح القاضي يقول: «أنا رجعت، رجعت إلى عمرو بن الحجّاج وأنا مكلَّف بأن اؤدّي الشهادة الشرعيّة بأنّ هانئ بن عروة حيّ؛ حتّى يرجع عمروبنالحجّاج»؛ لأنّ عمرو بن الحجّاج والأربعة آلاف الذين جاؤوا معه قصارى همِّهم أن يكون هذا حيّاً، ليس لهم همٌّ وراء أن يكون هذا حيّاً، يقول: «رجعت، فهممت أن ابلّغ عبارة هانئ بن عروة لعمرو بن الحجّاج، أن أقول له: إنّ هانئاً يطلب عشرة، عشرة» .. يقول: «لو أنّ عشرةً يهجمون على هذا (البُعبُع)[1]، على هذا الشبح الرهيب الذي يكمن فيه عبيدالله بن زياد لتمزّق، لتمزَّق هذا الشبح وتحطّم هذا (البُعبُع)». يقول: «هممت، ثمّ التفتّ إلى أنّ شرطي عبيدالله بن زياد[2] واقف إلى جنبي، فسكتّ». وأدّى الشهادة المطلوبة منه رسميّاً وحكوميّاً بأنّ هانئاً حيّ، ورجع عمرو بن الحجّاج، وقتل [هانئ][3][4].
ب- مسلم بن عقيل بنفسه يخرج مع أربعة آلاف شخصٍ يطوّقون قصر الإمارة.
عبيد الله بن زياد ليس معه إلّا ثلاثون [من الشرطة][5]– على ما تقول الرواية[6]– وعشرون من الأشراف، من أشراف الكوفة.
مسلم بن عقيل معه أربعة آلاف[7]، لكنْ أربعة آلاف ليس لهم قلوب،
[1] « بُعبُع: من حكاية الصبيان»( تاج العروس من جواهر القاموس 25: 11)، وهي هنا بمعنى الأمر المرعب والمخيف.
[2] وهو: حميد بن بكير الأحمري.
[3] ما بين عضادتين أضفناه للسياق.
[4] الأخبار الطوال: 236- 238؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 364: 5- 368.
[5] ما بين عضادتين أخّره( قدّس سرّه) توضيحاً، فقدّمناه.
[6] تاريخ الامم والملوك( الطبري) 369: 5؛ الكامل في التاريخ 30: 4.
[7] أنساب الأشراف 80: 2؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 350: 5؛ البداية والنهاية 154: 8.