ليس لهم أيدٍ، ليس لهم إرادة.
اقرؤوا أسماء قادة مسلم بن عقيل في هذه المعركة: هؤلاء الأربعة آلاف فيهم جماعة من كبار يوم عاشوراء، لكنّهم انهزموا جميعاً، لم يبقَ مع مسلم واحدٌ أبداً[1]. يعني: إنّ حركة الحسين هي بنفسها صنعت هؤلاء، هي بنفسها صعّدت هؤلاء، هؤلاء السبعون الذين استشهدوا مع الحسين (عليه الصلاة والسلام) كان عددٌ منهم نتاجَ محنة حركة سيّد الشهداء، وإلّا: لماذا انهزموا؟ على الأقلّ يبقى معه هذا الشخص الذي يعرف الطريق، صلّى في المسجد، تفرّق الناس[2].
يقول التاريخ: بأنّه كانت تأتي المرأة فتنتزع زوجها وأباها وأخاها وتقول: «ما لك وعمل السلاطين»[3]، تأتي المرأة وتنتزه [رَجُلَها].
هذا نهاية فقدان الإرادة [عندما] الرجل يذوب، يتميّع؛ لأنّ امرأةً واحدةً تأتي وتنتزعه انتزاعاً.
هذه المرأة هي نفسها تلك المرأة التي وقفت بعد الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) تلك الوقفات العظيمة على طول الخطّ .. هذه المرأة هي نفس تلك المرأة التي أحبطت مؤامرةَ إمارة عمر بن سعد حينما مات يزيد بن معاوية، وبويع من قبل الامويّين في الكوفة لعمر بن سعد مؤقّتاً، عمر بن سعد أصبح أميراً على الكوفة، من الذي أسقط إمارة عمر بن سعد؟
[1] « تفرّق عنه الباقون حتّى بقي وحده يتلدّد في أزقّة الكوفة ليس معه أحد» أنساب الأشراف 81: 2.
[2] « فدخل مسلم بن عقيل المسجد الأعظم ليصلّي المغرب، وتفرّق عنه العشرة» الفتوح 50: 5.
[3] « إنّ المرأة كانت تأتي ابنها أو أخاها فتقول: انصرف، الناس يكفونك» تاريخ الامم والملوك( الطبري) 371: 5؛ مقاتل الطالبيّين: 104؛ مقتل الحسين( عليه السلام)( الخوارزمي) 298: 1. وفي: الأخبار الطوال: 239 أنّه قول الرجل لابنه وأخيه وابن عمّه، وفي: البداية والنهاية 155: 8:« فجعلت المرأة تجيء إلى ابنها وأخيها وتقول له: ارجع إلى البيت، الناس يكفونك، ويقول الرجل لابنه وأخيه: كأنّك غداً بجنود الشام قد أقبلت، فماذا تصنع معهم؟».