هانئ بن عروة يأتي إلى عبيد الله بن زياد، فعبيد الله بن زيّاد يتّهمه بأنّ مسلماً موجودٌ عندك، وأنّك تفكّر في الخروج وشقّ عصا الطاعة، هانئبنعروة يصطدم مع عبيد الله بن زياد، يقول له ب- «أنّي لا أدري أين مسلم»، يقول: «لا بدّ لك أن تجده»، يقول: «لو أنّ مسلماً كان تحت قدمي لَمَا رفعت قدمي»، ثمّ يقدّم له نصيحة بكلّ قوّة، بكلّ شجاعة.
هذا هو من الأفراد القلائل الذين استطاعت حركة الحسين أن تكشفهم في مجموع هذه الامّة الميْتة، قال: «لي نصيحة، نصيحة لك»، قال: «وما هي هذه النصيحة؟»- انظروا إلى شخص يقف بين يَدَي أميرٍ يقدّم إليه النصيحة-، قال: «النصيحة أن تذهب أنت وأهل بيتك، وتحمل معك كلَّ ما لديك من أموال إلى الشام سالماً صحيحاً، لا شغل لنا بك».
كان هانئ بن عروة يتكلّم وهو يتخيّل أنّ له رصيداً، وأنّ عشرات الآلاف من خلفه سوف تنفّذ إرادته إذا أصبحت هذه الإرادة في موضع التنفيذ، إذا أصبحت بحاجة إلى التنفيذ.
حينما اشتدّ غضب عبيد الله بن زياد، وحينما غضب هانئ، حينما أمر بأن يُحبس هانئ، انعكس الخبر في الكوفة بأنّ هانئاً قتل، في معرض القتل.
جاء عمرو بن الحجّاج- الذي تكلّمنا عنه[1]– وجاء معه أربعة آلاف إنسان من عشيرته لكي يتفقّدوا أحوال هانئ بن عروة، جاؤوا، وقفوا بباب القصر يطالبون بحياة هانئ بن عروة.
[1] ضمن الحديث عن المشهد السادس من هذه المحاضرة، و« كانت روعة اخت عمروبنالحجّاج تحت هانئ بن عروة» تاريخ الامم والملوك( الطبري) 364: 5، وقيل:« رويحة بنت عمرو» الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 46: 2؛ مقتل الحسين( عليه السلام)( الخوارزمي) 293: 1.