أن يضحّوا باللحظات والساعات المرحة، ويجب أن لا ينتظروا من هذه الامّة أن تستفيق لوحدها، بل يجب علينا التضحية بالغالي والنفيس، بالوقت والدم.
ويجب أن لا ينتظروا حينما يضحّون أن يحقّقوا المكسب الذي حقّقه أبوعبدالله (عليه السلام)[1]، بل يجب أن يشعروا أنّ تضحيتهم هي جزء من خطٍّ طويل، وهذا الخطّ الطويل بامتداده التاريخي قد يحقّق حينئذٍ جزءاً من ذلك المكسب العظيم الذي حقّقته تضحية الإمام الحسين (عليه السلام).
التضحيات حينما تتلاحق، حينما تتتابع، حينما يحسّ المسلمون بأنّ هناك قطاراً من المسلمين مستعدّاً للتضحية بوجوده وبنفسه في سبيل الله سبحانه وتعالى .. حينما يحسّ المسلمون بهذا إحساساً واقعاً في حياتهم العمليّة، حينما يضحّي هؤلاء المسلمون بالتدريج، حينما يضحّون لا على مستوى الكلام، لا على مستوى هذا الكلام الذي أنا أقوله؛ لأنّ الحسين (عليه السلام) كان بإمكانه أن يتكلّم وليس الكلام بمفيد، لكنّه لم يكتفِ بالكلام؛ لأنّ الحسين (عليه السلام) لو خطب ألف خطبةٍ لم يكن يستطيع أن يحرّك ضمير الامّة الإسلاميّة، وإنّما حرّكها بدمه لا بلسانه، حرّكها بتضحيته لا بخطابته ..
فلو أنّ قطاراً تاريخيّاً مترابطاً من التضحيات المتتابعة بُذل في سبيل الله وفي سبيل إعلاء كلمة الله بالنحو المناسب والمطابق لقواعد الشرع، فحينئذٍ بالإمكان أن يتحرّك ضمير الامّة الإسلاميّة.
ونحن كلّنا يجب أن نعدّ أنفسنا روحيّاً وفكريّاً لكي نكون على مستوى أكبر درجة من العطاء للإسلام، على مستوى عطاء النفوس والأرواح للإسلام، ليس فقط على مستوى العطاء الكلامي وعطاء الأوقات والجهود للإسلام.
[1] كذا في( غ) و( ج)، وفي( م):« لكي نحقّق المكسب الذي حقّقه الإمام الحسين( عليه السلام) في تضحيته»، وفي( ن) و( ش):« يكون المكسب منها شبيهاً بمكسب الحسين( عليه السلام)»، والمراد من سياق الكلام واضح؛ بقرينة ما يأتي منه( قدّس سرّه) قريباً.