يجب أن نروّض أنفسنا، أن نوحي لأنفسنا دائماً أنّنا في اللحظة التي ينادينا فيها الإسلام للموت يجب أن نكون مستعدّين للموت. قد لا نواجه هذه اللحظة أبداً، لكنّه بالإمكان أن نواجهها في لحظةٍ من اللحظات.
أَلم تمرّ علينا جميعاً تجربة المدِّ الشيوعي الأحمر في العراق؟[1] لو أنّ تجربة المدّ الشيوعي الأحمر في العراق كانت قد ارتفع مقياسها الزئبقي أكثر ممّا وقع إلى حدٍّ ما، ألم يكن كلُّ واحدٍ منّا يواجه وقتئذٍ نداءً من الإسلام يدعوه إلى التضحية بنفسه؟! يدعوه إلى الموت؟!
هذه المواقف قد تدعونا إلى التضحية بالنفس والدماء، هذه الأحداث محتَمَلة ما دامت الامّة الإسلاميّة تعيش هذه المؤامرات، فلا بدّ إذاً أن نوحي لأنفسنا أنّنا على استعداد لعطاء أنفسنا حينما يتطلّب الإسلام منّا[2].
كما نحن مطالبون اليوم في فلسطين وكثيرٍ من أقطار الامّة الإسلاميّة التي يتعرّض فيها الإسلام والمسلمون إلى كوارث ومآسي وويلات، نحن مطالبون بتصحيح الوضع في جميع أقطار الامّة الإسلاميّة، والعودة بها للبناء الإسلامي الصحيح، وبإفشاء أحكام الإسلام في الدولة والمجتمع والفرد، في الأرض والمصنع والمتجر، في العامل والفلّاح والصناعي والغني والفقير.
إنّنا يجب أن نوحي لأنفسنا دائماً بأنّنا مطالبون بما طولب به الإمام الحسين (عليه السلام)؛ وذلك لأنّنا نسير في خطّ الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته.
هذا [هو] الدرس الذي يجب أن نعرفه من تضحية سيّد الشهداء (عليه السلام).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
***
[1] راجع كلاماً له( قدّس سرّه) حول محنة المدّ الشيوعي الأحمر في: ومضات: 438.
[2] أي: حينما يطلب الإسلام ذلك منّا، أو: حينما يتطلّب وضعُ الإسلام ذلك منّا.