ملوماً»[1].
واليوم تقع مئاتٌ من هذه المآسي الكبرى وهذه الأحداث الكبرى في العالم الإسلامي فلا يتأثّر بها أكثر المسلمين، ولا يحسّ بها أكثر المسلمين. هذا معناه أنّ ضمير الامّة الإسلاميّة ميْت، فهل يمكن إحياء هذا الميْت؟!
لا يوجد عندنا شخصٌ يتمتّع بكلّ الملابسات والظروف التي كان يتمتّع بها سيّد الشهداء (عليه السلام): الحسين (عليه السلام) كان ريحانة النبي (صلّى الله عليه وآله)، كان سيّد شباب أهل الجنّة، كان الناس كلّهم يرونه تعبيراً آخر ومباشراً تماماً عن النبي (صلّى الله عليه وآله)، كانوا يتقرّبون به إلى الله تعالى، كان في عهده بعض[2] الصحابة الذين لا يزالون موجودين، وقد سمعوا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله)- من فم النبيّ الطاهر- أنّه قال (صلّى الله عليه وآله): «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة»[3] ..
لا يوجد أحدٌ من المسلمين اليوم يملك هذا الذي كان يملكه الإمام الحسين (عليه السلام) لكي يحرّك ضمير الامّة الإسلاميّة .. إنسانٌ واحدٌ بمفرده لا يمكن أن يحرّك ضمير الامّة الإسلاميّة، فكيف نستطيع أن نحرّك ضمير الامّة الإسلاميّة؟
[إنّ] العمل الدعوائي والنموذجيّة الإسلاميّة في الدعاة، وهذا الخطّ الطويل المتلاحق المتتابع للتضحيات هو الذي قد يحرّك ضمير الامّة الإسلاميّة، يُظهر هذا الضميرَ من حالة الركود والموت إلى حالة الحياة والحركة.
يجب أن نوطّن أنفسنا، ويجب على المسلمين أن يوطّنوا أنفسهم على
[1] « فلو أنّ امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً» نهج البلاغة: 70، الخطبة 27.
[2] كذا في( ن) و( ش)، وفي( م):« آلاف»، وفي( ج):« مئات الآلاف».
[3] الكتاب المصنّف في الأحاديث والآثار( ابن أبي شيبة) 378: 6؛ فضائل الصحابة 771: 2؛ المسند( ابن حنبل) 3: 3؛ السنن( ابن ماجة) 44: 1.