معاوية كان والياً معتمداً موثوقاً به، منزّهاً من الناحية الإسلاميّة عند عمربن الخطّاب[1].
ج- وبعد هذا جاء عثمان فوسّع من نطاق ولاية معاوية بن أبي سفيان، وضمّ إليه أيضاً عدّة بلاد اخرى إضافة إلى الشام[2]، ولم يطرأ أيّ تغيّر في وضع معاوية بن أبي سفيان.
فمعاوية بن أبي سفيان لم يكن شخصاً مكشوفاً، بل كان شخصاً عنوانه الاجتماعي في الدولة الإسلاميّة أنّه والٍ حريصٌ على كرامة الإسلام، وأنّه هو الشخص الذي استطاع أن يدخل إلى قلب الخليفة الخشن الفظّ الغليظ الذي كان يحاسب وكان يعاقب[3]، كان يضرب ابنه بحدّ الخمر حتّى يموت[4]، هذا
[1] ظاهر كلامه( قدّس سرّه) أنّه قصد هنا النزاهة الدينيّة، ولكن ربما قَصَد كونَه معتمداً عنده في إدارة شؤون الشام فحسب، وهو ما يظهر من جوابه( قدّس سرّه) عن المداخلة في الهوامش الآتية. ويكفي للدلالة على شكّ عمر فيه قولُه له بعد أن برّر له عظمة موكبه وسلطانه:« إنّ هذا لكيدُ لبيب أو خدعة أريب»، فراجع: المحاضرة العاشرة، تحت عنوان: النقطة السادسة.
[2] « مات يزيد بن أبي سفيان فجعل عمر مكانه أخاه معاوية، فاجتمعت لمعاوية الأردن ودمشق .. وضمّ عثمان حمص وقنّسرين إلى معاوية، ومات عبد الرحمن بن علقمة وكان على فلسطين، فضمّ عثمان عمله إلى معاوية؛ فاجتمع الشام لمعاوية لسنتين من إمارة عثمان» الكامل في التاريخ 117: 3.
[3] حتّى قال طلحة لأبي بكر:« ما أنت قائل لربّك غداً وقد ولّيت علينا فظّاً غليظاً، تفرق منه النفوس وتنفضّ عنه القلوب» شرح نهج البلاغة 164: 1، بل إنّ معاوية نفسه كان« أخوف من عمر من يرفأ غلام عمر منه» على ما جاء في الإمام علي( عليه السلام) لعثمان، فراجع: تاريخ الامم والملوك( الطبري) 338: 4؛ تجارب الامم 434: 1؛ البداية والنهاية 169: 7.»
[4] وهو ابنه عبيدالله بن عمر، فراجع: المنمّق في أخبار قريش: 395؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 597: 3؛ العقد الفريد 62: 8؛ الكامل في التاريخ 489: 2؛ نهاية الأرب في فنون الأدب 90: 4؛ البداية والنهاية 48: 7. وأشار إلى ذلك ابن شاذان في: الإيضاح: 273.