«من هذا؟»، فيقال له: «هذا من افتتن به أهل العراق»[1]، أو: «هذا إمام أهل العراق»[2].
ب- أو بتعبير فقيهٍ سنّيٍّ آخر في مقام الاستهزاء يقول: «هذا نبيّ أهل الكوفة»[3]، على أساس أنّ الناس غَلَوْا في هذا الشخص إلى هذه الدرجة.
ج- إنّ تصوير حياته الدينيّة في موسم الحجّ، وكيف أنّ الآلاف من مختلف الجهات كانوا يأتون إليه ويستفتونه، من العراق، ومن خراسان، ومن غيرها[4] .. يعطي في المقام الامتداد الروحي الشعبي واسعَ النطاق الذي كان يتمتّع به الإمام الباقر (عليه السلام).
د- إنّ محاولات الأسئلة ومحاولات الامتحان من قبل كبار فقهاء المسلمين الذين بدؤوا في ذلك الوقت مدارسهم الفقهيّة، ومحاولتَهم تحدّي الإمام الباقر، و [سفرهم] من بلدٍ إلى بلدٍ لأجل أن يحاجّوه بسؤالٍ، أو لأجل أن [يحرجوه][5] في مسألة[6] .. هذا يدلّ على الصيت الذائع وعلى الفكر الواسع الذي أوجد مثل ردود الفعل المختلفة هذه في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
ه– والذي يبدو من هذه النصوص أنّ هذه الزعامة الشعبيّة الروحيّة كانت فوق الحدود والانقسامات؛ فلم يكن زعيمَ شعبٍ دون شعب، بل كانت
[1] الإرشاد 163: 2؛ كشف الغمّة في معرفة الأئمّة( عليهم السلام) 126: 2. والصحيح أنّ سالماً مولى هشام بن عبد الملك رأى الإمام الباقر( عليه السلام) في الحجّ فقال لهشام:« هذا محمّد بن علي»، فقال له هشام:« المفتون به أهل العراق؟!».
[2] الكافي 429: 6، الحديث 3، حيث اجيب بذلك قومٌ من قريش عند سؤالهم عنه( عليه السلام).
[3] الكافي 120: 8، الحديث 93، والقائل هو هشام بن عبد الملك في جواب سؤال نافع بن الأزرق مولى عمر بن الخطّاب، وليس فقيهاً سنيّاً.
[4] راجع: بحار الأنوار 233: 46- 286، الباب 5: معجزاته ومعالي اموره وغرائب شأنه صلوات الله عليه.
[5] ما بين عضادتين غير مفهوم في( غ) وساقطٌ من( ج).
[6] راجع مثلًا: كشف الغمّة في معرفة الأئمّة( عليهم السلام) 126: 2- 127.