الأشخاص الذين كانوا قد حاربوا مع الإمام علي في صفّين، وحاربوا مع الإمام علي في سائر مراحل جهاده.
أ- استجاب له شخصٌ من قبيل عمرو بن الحجّاج. ومن هو عمرو بن الحجّاج؟
عمرو بن الحجّاج [هو] من اولئك الذين اضطُهدوا في سبيل الإمام علي، من اولئك الذين عاشوا المحنة أيّام زياد[1]، ولكنّه لم يستطع أن يواصل المحنة، طلّق عقيدته قبل أن يصل إلى آخر الشوط؛ لأنّه شعر أنّ هذه العقيدة تكلّف ثمناً غالياً، وأنّه إذا طلّقها أمكنه أن يشتري بدلًا عنها دنيا واسعة.
هذا الشخص (عمرو بن الحجّاج) الذي رافق الإمام عليّاً في جهاده انهار أخيراً، انتهت إرادته، انتهت شخصيّته كإنسان مسلم يفكّر في الإسلام.
عمرو بن الحجّاج نفسه [هو] الذي كلّفه عمر بن سعد بأسوأ عملٍ يمكن أن يُكلَّف به إنسان، كلّفه بالحيلولة دون سيّد الشهداء والماء، بقي واقفاً على الماء يمنع ابن رسول الله والبقيّة الباقية من ثقل النبوّة عن أن يشربوا من الماء[2].
ب- واستجاب لذلك شبث بن ربعي. ومن هو شبث بن ربعي؟
[1] سيتكرّر منه( قدّس سرّه) ذكر ذلك في المحاضرة الحادية والعشرين. لكنّنا لم نعثر في ترجمة ابن الحجّاج على ما يشير إلى هذه الجهة، بل ورد اسمه ضمن من شهد عند زياد على حجر بن عدي في حادثة استشهاد الأخير سنة واحد وخمسين، فراجع: أنساب الأشراف 254: 5؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 270: 5. ورُوي أنّ أمير المؤمنين( عليه السلام) أخبر بأنّ ابن الحجّاج من قوّاد جيش ابن زياد، فراجع: مدينة المعاجز 197: 3.
[2] كان عمرو بن الحجّاج أحد الذين كتبوا إلى أبي عبدالله( عليه السلام):« أمّا بعد، فقد أخضرّ الجناب وأينعت الثمار ..» الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 38: 2، ثمّ قال له في كربلاء:« يا حسين! هذا الفرات تلغ فيه الكلاب وتشرب منه الحمير والخنازير. والله، لا تذوق منه جرعة حتى تذوق الحميم في نار جهنّم» أنساب الأشراف 182: 3؛ تذكرة الخواص: 223. كما كان ضمن من حمل رأس الإمام الحسين( عليه السلام) إلى ابن زياد، فراجع: تاريخ الامم والملوك( الطبري) 456: 5.