يأتون إليه من كلّ جانب: يأتي إليه عبد الله بن عبّاس[1]، يأتي إليه عبد اللهبنجعفر[2]، يأتي إليه عبد الله بن عمر[3]، يأتي إليه نساء بني هاشم[4]، يأتي إليه عبدالله بن الزبير[5]، يأتي إليه مختلف الأشخاص من مختلف الطبقات[6]، يقولون له: «الله الله في دمك، لا تخرج، فإنّك تقتل».
أصبح القتل شيئاً مخيفاً مرعباً مذهلًا لا يمكن التصوّر[7] فيه.
عبدالله بن جعفر، هذا ابن عمّ الحسين، من قبيلة الحسين، عبداللهبنجعفر يبعث برسالةٍ إلى الإمام الحسين مع ولديه ويقول: «أرجوك أن تمسك عن الحركة حتّى آتيك؛ فإنّي آتيك قريباً»[8].
ثمّ يأتي عبدالله بن جعفر إلى الحسين، يأتي لماذا؟ يأتي بكتاب أمان
[1] عند خروجه من مكّة إلى العراق، فراجع: الأخبار الطوال: 244؛ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 383: 5؛ الفتوح 65: 5؛ الكامل في التاريخ 39: 4.
[2] كتب إليه عبدالله بن جعفر عند خروجه من مكّة( الفتوح 67: 5)، ثمّ أتاه[ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 388: 5].
[3] أتاه مع عبدالله بن عبّاس عند قدومه مكّة، فراجع: الفتوح 23: 5؛ مقتل الحسين( عليه السلام)( الخوارزمي) 278: 1. وقيل: لحقه في طريقه إلى العراق، فراجع: مقتل الحسين( عليه السلام)( الخوارزمي) 319: 1.
[4] عند خروجه من المدينة إلى مكّة، فراجع: الفتوح 19: 5؛ كامل الزيارات: 96، وهما ليسا صريحين في مشورتهنّ عليه بعدم الخروج، ولم نجد ما يشير إلى ذلك في غير كتب( المقاتل) المتأخّرة، إلّا أن تُلحق بهنّ ام سلمة التي قالت له عند خروجه من المدينة:« لا تحزنّي بخروجك إلى العراق»، ولكنّ المحدّث المجلسي( رحمه الله) روى الخبر عن بعض الكتب التي وجدها( بحارالأنوار 331: 44).
[5] أتاه قبل خروجه من مكّة، فراجع: تاريخ الامم والملوك( الطبري) 383: 5.
[6] أشار عليه بذلك أخوه محمّد بن الحنفيّة قبل خروجه من المدينة[ تاريخ الامم والملوك( الطبري) 342: 5؛ الفتوح 20: 5]، وأخوه عمر الأطرف( اللهوف على قتلى الطفوف: 26- 27)، والتقى به عبدالله بن مطيع بين المدينة ومكّة، وأتاه عمر بن عبد الرحمن المخزومي، وكتب إليه سعيد بن العاص( الفتوح 23: 5، 64، 67)، وكتب إليه المسور بن مخرمة وعمرة بنت عبد الرحمن( تاريخ مدينة دمشق 208: 14- 209).
[7] كذا في المحاضرة الصوتيّة، والمقصود:« لا يُمكن التفكير فيه».
[8] « فلا تعجل بالسير؛ فإنّي في إثر الكتاب» تاريخ الامم والملوك( الطبري) 387: 5، ولم يرد قدومُه في إثر الكتاب في: الفتوح 67: 5، بل ورد جوابُ أبي عبدالله( عليه السلام) عن كتابه.