عن الخطّ الصالح، ويتحدّون بذلك سيف الحاكم وجبروت هذا الحاكم.
هذا على مستوى النظريّة.
ب- موقف الإمام الحسين (عليه السلام) على مستوى الامّة:
وأمّا على مستوى الامّة، هذه الامّة التي شفيت من مرضها الأوّل أو بدأت تشفى، لكنّها مُنيت بمرضٍ آخر، مرض الشكّ شفيت منه أو كادت أن تشفى، تكشّفت لديها [الاطروحة][1].
استطاع الإمام الحسن باعتزاله المعترك السياسي مؤقّتاً أن يعطيها فرصةً لتجد بامّ عينها أبعاد المؤامرة وحدودها، وواقع معاوية وما يمثّله معاوية من أفكار ومفاهيم.
استطاعت أن تعرف ذلك، فأصبحت الامّة الإسلاميّة تلعن معاوية، وأصبحت تعيش عليَّ بن أبي طالب كمثلٍ أعلى، كأمل، كحلم، كرجل قد مرّ في تاريخها ثمّ وقعت بعده في أشدّ المصائب والنكبات والويلات، أصبحت تعيش هذه الأزمة تجاه واقعها، وهذه العاطفة تجاه ماضيها.
هذا شفيت منه، لم يبق هناك إلّا [الغبي][2] من يفكّر في أنّ عليّ بنأبيطالب كان يعمل لنفسه، كان يعمل لزعامته، كان يعمل لقبيلته، فأصبح واضحاً أنّ معركة عليٍّ مع معاوية كانت معركة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مع الجاهليّة التي اضطرّت أن تلبس الإسلام ثوباً لها لكي تبرز من جديد على المعترك، على الصعيد السياسي والعسكري، هذا أصبح واضحاً بالتدريج.
إلّا أنّ الامّة منيت- نتيجةً لمؤامرة معاوية بن أبي سفيان، منيت بعد أن
[1] ما بين عضادتين غير واضح في المحاضرة الصوتيّة، وهو غير مثبت في( غ) و( ش) و( ن)، وقد أثبتناه وفقاً لما تقدّم منه( قدّس سرّه) حول تكشّف اطروحة معاوية بن أبي سفيان، وإن كان ما في المحاضرة الصوتيّة غير ما أوردناه.
[2] في المحاضرة الصوتيّة:« الأغبياء»، وما أثبتناه أولى.